نيروز الإخبارية : بينما تستعد أوكرانيا للاحتفال بيوم الدستور في 28 يونيو، يرمز هذا الحدث إلى أكثر من مجرد إنجاز قانوني، بل هو شهادة على صمود الشعب الاوكراني ورؤيته المستقبلية، في ظل العدوان المستمر من روسيا، تظل أوكرانيا غير منكسرة، مجسدة روح بلد يرفض الخضوع.
والمحاولات الروسية المستمرة لزعزعة استقرار أوكرانيا عادت عليها بعكس ما أرادت، حيث جاءت بنتائج معاكسة لنوايا موسكو، عندما سعت روسيا إلى نزع السلاح من أوكرانيا، انتهى الأمر بإثارة تطوير واحدة من أكثر القوات العسكرية فعالية وابتكاراً في المنطقة، الان في منتصف عام 2024، تظهر القوات المسلحة الأوكرانية ممارسات قيادة متقدمة واستراتيجيات ميدانية وتصميمات عسكرية حديثة جذبت الانتباه والاحترام العالميين.
ومحاولات موسكو لوقف تقدم أوكرانيا نحو الناتو والاتحاد الأوروبي باءت بالفشل أيضاً، بدلاً من إبطاء ميل أوكرانيا نحو الغرب، عجّلت العدوانية الروسية من هذه العمليات.
وستبدأ مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خلال أيام قليلة، اذ لم يكن التكامل العسكري والسياسي لأوكرانيا مع الناتو أقوى من أي وقت مضى، مما يعكس التزاماً عميقاً من التحالف لدعم أوكرانيا ضد التهديدات الخارجية.
وقوبلت محاولات موسكو لإخلاء أوكرانيا من سكانها بمقاومة حازمة، اذ ان الأوكرانيون يظلون ثابتين في مدنهم وقراهم رغم الصعوبات الشديدة التي فرضها النزاع المستمر، فشعورهم بالانتماء إلى وطنهم يعزز تصميمهم، مما يجعلهم أكثر صلابة.
ووصلت الجهود الدبلوماسية لأوكرانيا إلى ذروتها مع القمة العالمية للسلام الأخيرة في سويسرا، فنجحت القمة نجاحًا كبيرًا، حيث أظهرت توافقًا عالميًا من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، وتم التوقيع على البيان الختامي المشترك من قبل 78 دولة وأربع منظمات دولية، وشمل جميع المواقف الأساسية الحاسمة لسيادة وأمن أوكرانيا.
واختتمت القمة بوضوح: يجب أن تعمل المحطات النووية الأوكرانية، وخاصة محطة زابوريجيا النووية (ZNPP)، بأمان تحت السيطرة السيادية الكاملة لأوكرانيا، وفقًا لمبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية; لا يمكن استخدام الأمن الغذائي كسلاح، ويجب تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية بأمان وحرية إلى الدول الثالثة; يجب إطلاق سراح جميع أسرى الحرب من خلال تبادل كامل; يجب إعادة جميع الأطفال الأوكرانيين المرحلين وغيرهم من المدنيين غير القانونيين إلى أوكرانيا; يستند أساس السلام الشامل والعادل والمستدام في أوكرانيا إلى ميثاق الأمم المتحدة، لا سيما مبادئ السلامة الإقليمية والسيادة. يظل الإعلان مفتوحًا لانضمام أي دولة أو منظمة دولية تحترم ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، أوكرانيا واثقة من أن بعض الدول التي لم توقع على هذا الإعلان ستجد قريبًا الشجاعة للقيام بذلك في المستقبل. من المخطط عقد قمة سلام ثانية خلال الأشهر القادمة، مما يعكس الالتزام المستمر بالحل الدبلوماسي.
وبينما تحتفل أوكرانيا بالانتصارات الدبلوماسية، تستمر الخسائر العسكرية الروسية في التزايد، مما يبرز عبثية عدوان موسكو. الخسائر القتالية الإجمالية للعدو حتى 18 يونيو 2024 تسجل رقما مذهلا يبلغ 528 ألف فرد. فكروا في هذا الرقم للحظة. نصف مليون جندي وضابط روسي قتلوا أو أصيبوا في المعركة من أجل الأحلام الجيوسياسية الزائفة لرجل واحد. علاوة على ذلك، ألحق القوات الأوكرانية أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية العسكرية الروسية، لا سيما في القرم. منذ 1 مايو 2024، استهدفت الضربات الأوكرانية ودمرت 15 منصة دفاع جوي روسية من طراز S-300 وS-350 وS-400 في القرم المحتلة مؤقتًا. أسفرت هذه الضربات عن تدمير عشرات القاذفات الصاروخية، وأكثر من 15 محطة رادار، وأكثر من 10 مراكز قيادة.
علاوة على ذلك، دمرت الضربات الأوكرانية 28 سفينة وقارب من أسطول البحر الأسود الروسي. على الرغم من الإصلاحات الجارية، تكافح القوات الروسية للحفاظ على القدرات التشغيلية لسفنها المتضررة. التأثير التراكمي لهذه الخسائر عميق، مما يضعف بشكل كبير فعالية روسيا العسكرية في المنطقة. تعكس هذه الخسائر الثمن الباهظ للعدوان الروسي والمقاومة الثابتة للقوات الأوكرانية. كل دبابة مدمرة، وكل طائرة أسقطت، وكل جندي عاجز يرمز إلى تصميم أوكرانيا على الدفاع عن سيادتها.
وبينما تحيي أوكرانيا يوم الدستور، من المهم اشارة الى بالدور الذي تلعبه الدعم الدولي. نحن فخورون بأن الأردن تنتمي إلى عدد من الدول التي تدعم بنشاط أوكرانيا وسلامتها الإقليمية وسيادتها، حقيقة أن الأردن ساهم في نجاح قمة السلام الأولى تتحدث بصوت عالٍ عن موقف المملكة في مواجهة العدوان الروسي الصارخ وغير المبرر، فرحلة أوكرانيا لم تنته بعد، لكن كل خطوة إلى الأمام هي شهادة على الروح التي لا تقهر لشعبها والقوة الدائمة لتطلعاتهم، الاحتفال بيوم الدستور هذا العام ليس مجرد انعكاس للماضي، بل هو منارة تضيء الطريق نحو مستقبل حيث تقف أوكرانيا قوية وذات سيادة ومندمجة في العائلة الأوروبية.