قال نيلسون مانديلا ذات يوم ، "ان المعرفة قوة ،كأمر مسلم به " ،وحتى الانسانية نفسها لا تستطيع تحقيق اهدافها ما لم او يتحقق التعليم المناسب .
والسوال الذي يطرح نفسه اليوم هو اذا كنت تعتقد إن تكلفة التعليم مرتفعه !؟ فانظر جيدا الى تكلفة الجهل ! .
التعليم هو السلاح الوحيد الذي سيمكن الافراد من تغيير العالم نحو الافضل ، و بحد ذاته قيمة انسانية سامية ، والتعليم هو احد الحقوق الاساسية التي تندرج من حقوق الانسان اذا انه حق لكل شخص مهما كان عرقه او جنسه او جنسيته او ديانته او اصله العرقي او الاجتماعي او ميوله السياسي او عمره او اعاقته ، الحصول على التعليم كحق منصوص عليه في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، حيث يدعوا هذا الاعلان الى ان التعليم الابتدائي يجب ان يكون الزامي ومتاح بشكل مجاني للجميع كما نصت عليه ايضا اتفاقية حقوق الطفل التي نشرت عام 1989 وان تعمل جميع دول العالم على جعل التعليم العالي متاح للجميع .و يظل الانسان يسعى للعلم طول حياته ولا يوجد سن معين او مستوى محدد يتوقف عنده التعليم ، وهذا ما يؤكد عليه اليوم العالمي للتعليم ايضا .
اما الجهل فهو نقيض للعلم ويعد الجهل من الامراض المجتمعية التي يترتب عليها الكثير من الاثار والتي تؤثر على المجتمع بصورة سلبيه مثل العنصرية ، التعصب ضد الاخرين و عدم اتخاذ القرارات الصائبة المناسبة وصعوبة التفريق بين الصواب والخطأ .وحتى يقال بان الجاهل عدو نفسه في كثير من الاحيان .
يحتفل العالم من كل عام في 24 يناير باليوم العالمي للتعليم وفقا لقرار اصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة كأحد حقوق الانسان في بناء المجتمعات وتحقيق اهداف التنمية المستدامة والسلام على خلفية الركود العالمي وازمة المناخ وتزايد عدم المساواة .
بما ان التعليم حق من حقوق الانسان فإن حرمان شخص ما من هذا الحق أمر مأساوي لاجيال قادمة ، لانه يمكن ان يحدث فرقا بين مستقبل مضطرب او مستقبل مزدهر . والتعليم هو مفتاح التنمية المستدامة بدون تعليم لا يمكن ان يكون هناك تطور مستمر،انه ضروري لمساعدة المجتمعات على التطور والتطوير.
الفقر والامية تكاد تكون متساوية في دول العالم الثالث وهناك مثل صيني مشهور يقول : لا تعطي سمكتك لأي شخص لمساعدته ، علمه كيف يصطاد السمكة لان تعلمه كيف يصطاد السمكة سيحدث فرقا كبيرا . لانه لا يمكن القضاء على الفقر بسهولة ولكن يمكنك ان تخلق فرصا لتقليل آثاره الى ادنى حد ، والتعليم ثم التعليم هو احد القوة البارزه للقيام بذلك .
في ديسمبر 2018 اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 24 يناير يومًا دوليًا للتعليم للاحتفال بالتعليم والتفكير في اهمية التعليم من اجل التنمية المستدامة والسلام العادل والشامل لكافة الشعوب وخاصة الشعوب التي تعاني الويلات نتيجة الحروب والاضطهاد والكوارث والفقر وان كل منا واجب لتعزيز جودة التعليم ما يأخذه معظمنا كأمر مسلم به ، فإن الدعوة الملحة بالحصول على التعليم يمكن ان ينقذ الكثيرون من الفقر والبطالة ويمهد الطريق لمستقبل مشرق وواعد .
وفقا للبيانات الاحصائية لليونسكو يقدر عدد الاطفال غير الملتحقين بالمدارس ب 258 مليون طفل ، ان الوضع أسوأ بالنسبه للمجتمعات المهمشة واولئك الذين يعيشون في مناطق ذات مستوى اعلى من عدم المساواة والبلدان النامية والمتخلفه ، الحقيقية المره هي ان هناك مجتمعات لا حصر لها في جميع انحاء العالم حيث يتم رفض التعليم بإعتباره غير ضروري . ان التعليم اليوم هو دعوة للعمل تحث الافراد والمجتمع المدني وصانعي السياسات والقرارات على اتخاذ خطوات قوية نحو ضمان توفير التعليم الابتدائي والثانوي للاطفال ، فضلا على تحسين مشاركة الشباب في التعليم بتصميم برامج لتلبية احتياجات مختلف الديموغرافيات بحيث تتوافق مع هدف رئيسي واحد تزويد الاطفال بالتعليم اللازم للتوظيف الطاقات وبناء مستقبل افضل لهم .
يجب ان يكون التعليم من اجل السلام العادل والشامل للجميع بلا استثناء ،، ان عملية تحويلية حيث يكتسب المتعلمون المعرفة والقيم والاساليب والمهارات والسلوكيات ، مما يمكنهم بالتالي من العمل محفزين للسلام في مجتمعاتهم والتعليم بوضع الاساس .
اخيرا وليس اخرا : نحن جميعا نعيش على هدا الكوكب نحتاج للتعليم كبارنا وصغارنا ، نحن بحاجة الى التعليم لتقليل التفاوت في المستويات الاجتماعية ولحماية موارد كوكبنا الذي نعيش عليه نحن بحاجة الى التعليم لمحاربة خطاب الكراهية والتعصب ولتعزيز المواطنة العالمية بين جميع البشر من مختلف الاعراق ، متجذر ين في مبادئ حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والتنوع الثقافي الذي نسعى اليه وبالعلم تصنع الحياة ومن يتوقف عن التعليم يتوقف عن الحياة . وعن مواكبة العصر وتطوراته .