وعن أي معلم نتحدث نهل من بحر علمه وخُلقه أجيال وأجيال حفر في ذاكرة بعضهم مثالاً وقدوة بمعنى الإيثار والعطاء ولكن أن تكون معلماً تعني أن تكون لك ذاتك، أن تعطي تجاربك لطلابك، أن تكون قدوتهم، أن تمشي وتراهم يتمتمون بإسمك، أن تكون فخرهم، أن تكون محبوبهم، أن تكون محفظة أسرارهم، أن تكون شيئاً عظيماً بالنسبة لهم، أن تشعر بحبهم، أن ترى خوفهم منك تارة وتقديرهم لك تارة أخرى.
إنه شعور عظيم، شعور كبير أن تكون بتلك الأهمية للكثير رغم أنك لا تشعر بأنك عظيم إنهم يعطوك الثقة بالنفس.
تعال معي الآن لتراني وأنا أغوص في ذلك الشرح، وأضرب الأمثال، وأقرب المعاني، وأحاول الوصول إلى تلك العقول الصغيرة في محاولة مني لإيصال المعلومات عن هذا المعلم الذي جعل من بيته في خارج أوقات الدوام الرسمي مجهزاً جزءاً من بيته ومن وقته لإعطاء دروس التقوية لمعالجة مواطن الخلل والضعف في المادة لطلبته وبالمجان دون تحمل تكاليف إضافية للطلبة ولأهاليهم ؛ ليحضر أيضاً جانب المتابعة للطلبة وإبداء الملاحظات للأهل داخل وخارج أوقات عمله ليكون ضميراً حياً تشرق شمسه دون غياب .
وعند حديثي عن هذه الخصال الطيبة المباركة فإنني أتحدث عن المعلم والمربي الفاضل الأستاذ أشرف عيد الجهني معلم اللغة الإنجليزية في مدرسة الفيصلية الثانوية للبنين من مدراس لواء الموقر الأشم
طاب وبورك هذا الجهد وهذا الضمير وهذا العطاء اللامتناهي.