نيروز الإخبارية : فضائية المملكة بين الواقع و الطموح ..ماذا نريد كمجتمع إعلام أردني.
بلال الذنيبات بكالوريوس علم إجتماع - جامعة مؤتة
نيروز الإخبارية : تُمثّل فضائية "المملكة" تحوّلاً في المشهد الإعلامي الرسمي الأردني و بالرغم من الأقاويل التي كانت ترسم آمالاً على عالمية هذه الفضائية إلا أنه وفي حديثٍ خاصٍ لي مع "مصدر مسئول" قبل شهر رمضان تقريباً بإسبوعٍ أو إسبوعين إستشعرت أن هذا الطموح قد يجافيه الصواب في حالة فضائية المملكة لدواعٍ ماليةٍ بحتة فسيتم تسليط الضوء أكثر محلياً و لن تكون المملكة بمحتواها عالميةً أو عربية بل هي محليةً أكثر.
و بالرغم من خيبة الأمل هذه إلا أن الحاصل أن هذه الفضائية و بالرغم من كونها لن تكون كما نطمح في أردننا ذات رسالةٍ عالمية كمثيلاتها "الجزيرة و سكاي نيوز و البي بي سي و غيرها" فإنها ستكون إعلاماً للدولة الاردنية كونها مؤسسة مستقلة و يتم تعيين رئيس مجلس إدارتها من لدُن الملك و هذا الآخير لطالما كان يحث الحكومات على تعزيز دور الإعلام الرسمي.
و تمثل فضائية المملكة بمحتواها الإخباري تطوراً في الإعلام الرسمي الاردني و بما يعكس رؤية صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله و رعاه و سدد على طريق الهدى و الصلاح خطاه. و نحن في المجتمع الاردني و لمن يقرأ المشهد الإعلامي يجد عللاً نأمل تجاوزها و التخلص منها و من تلك العلل غياب التحرير الاجتماعي النفسي للمحتوى الاعلامي فمن غير المعقول أن تبقى مؤسساتنا تسقط أجتماعياً و نفسياً في محتواها لأنه محرر فمن المخجل حقاً أن تجد مادة إعلامية لا يراعا فيها طبيعة المجتمع المستهدف و لا المسلك النفسي التنشيئي السليم لإيصال الرسالة فمثلاً لا يعقل ان يتم بث إحباطات صباحية كل يوم و لا يعقل أن تغييب الافكار الريادية عن إعلامنا و تغيب الرسالة التنموية و تهمش السياحة في إعلامنا ونحن بلد يعتمد إقتصاده على السياحة.
و كم نأمل أن يكون المحتوى الإخباري الاردني الموعود يحترم إنسانية الانسان و لا ينشر صور المذابح بشكل جد مقرف و مقزز فهذه النقطة لها بواعث نفسية و اجتماعية خطيرة ليس أقلها تعزيز المشاعر الارهابية و المتطرفة في نفوس النشء و هذا للأسف ما نراه في إعلامنا العربي فصور الجُثث يجب آلا تنشر بشكلٍ فضيع.
و يجبُ على المملكة اليوم سحب البساط من تحت أقدام الدكاكين الإعلامية لعكس الصورة الحقيقية للحدث المحلي وبث الأمل و تصوير الاردن النموذج خير تصوير للعالم لاستقطاب السياحة و الاستثمار معاً و حفز الثقة بها كمؤسسة وطنية إعلامية محترمة تعلو على الحكومات و لا تجير لصالح فئةٍ دون أخرى لكونها مرتبطة بأبو السلطات جلالة الملك حفظه الله.
ومع ثقتنا بقدرات الذوات العاملين في الفضائية الواعدة فإننا كم نأمل أن يكون لمكاتب الفضائية في المحافظات دوراً تنموياً فاعلاُ من خلال إطلاق منصات خاصة بالمكاتب في المحافظات تعكس المشهد العام في المحافظة و تزيد من التواصل بين أبناء المحافظة و المملكة كفضائية و المشاركة في تنمية ثقافة الانتاج و الابتكار و التفكير الابداعي. و أبارك لوطننا العزيز أخيراً في هذا المنجز الذي نعقد عليه الرجاء بأن يغير ملامح المشهد الإعلامي الرسمي و نظرة "الميرمية" التي باتت مرسومة بحق التلفزيون الحكومي.