نفت دولة قطر بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول نيتها إعادة تقييم تعاونها الأمني والدفاعي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الذي استهدف مقرات سكنية قالت مصادر إنه كان يتواجد فيها قيادات من حركة حماس.

قطر تنفي مزاعم مراجعة التعاون الأمني مع واشنطن

وبحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر رسمية في الدوحة، أكدت قطر أن علاقتها الدفاعية والأمنية مع واشنطن "أقوى من أي وقت مضى" وأنها مستمرة في التطور على المستويين الاستراتيجي والعملياتي، نافية صحة التقارير التي نشرتها بعض المنصات الإعلامية، وعلى رأسها موقع "أكسيوس".

أكسيوس يشير إلى نقاشات بين الدوحة وواشنطن

كانت تقارير صحفية أمريكية قد ذكرت أن الدوحة أبلغت المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأنها بصدد إجراء مراجعة شاملة لشراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة، خاصة بعد تعرضها لهجومين خلال الأشهر الستة الأخيرة، أحدهما من إيران والآخر من إسرائيل.

ووفقًا للتقرير، فإن رئيس الوزراء القطري أشار إلى أن تلك الأحداث دفعت القيادة القطرية للتفكير في تقييم أكثر عمقًا لهذه العلاقة الاستراتيجية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على فتور محتمل في التحالف القائم منذ عقود.

قطر تؤكد متانة العلاقة الدفاعية

إلا أن التصريحات القطرية التي نقلتها رويترز جاءت لتضع حدًا لهذه التكهنات، إذ شددت على أن التعاون العسكري والأمني بين الدوحة وواشنطن لا يزال يشهد توسعًا ملموسًا، سواء من حيث التدريبات المشتركة أو تبادل الخبرات أو صفقات التسليح.

وأكدت المصادر أن قاعدة العديد الجوية، التي تعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، تمثل ركيزة أساسية في هذا التعاون، وأن قطر مستمرة في الاستثمار لتطوير البنية التحتية الخاصة بها بما يعزز من وجود القوات الأمريكية ويخدم المصالح المشتركة.

تشييع شهيد القصف الإسرائيلي

وفي سياق متصل، شهدت الدوحة اليوم مراسم تشييع جثمان بدر الدوسري، أحد ضحايا القصف الإسرائيلي الأخير، بعد صلاة العصر، وقد حضر عدد كبير من المسؤولين والمواطنين مراسم التشييع، في مشهد يعكس حجم الغضب الشعبي تجاه الاعتداء الإسرائيلي.

ويرى مراقبون أن استهداف العاصمة القطرية بهذا الشكل غير المسبوق، زاد من حدة التوتر الإقليمي، ووضع ملف التعاون الأمني بين قطر وحلفائها في دائرة الضوء، ما جعل التكهنات حول مستقبل هذه العلاقات محل جدل واسع في الأوساط الإعلامية والسياسية.

قراءة في المشهد

يرى محللون أن نفي قطر السريع والحاسم لتلك التقارير يهدف إلى طمأنة الأسواق والمستثمرين الدوليين من جهة، والحفاظ على مستوى الثقة الاستراتيجي مع واشنطن من جهة أخرى، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية المعقدة.

المشهد الأخير

ويؤكد الخبراء أن العلاقة بين الدوحة وواشنطن تتجاوز الجوانب العسكرية لتشمل ملفات الطاقة، التجارة، والاستثمارات، الأمر الذي يجعلها أكثر رسوخًا من أن تتأثر بتقارير إعلامية غير مؤكدة.