في مثل هذا اليوم الثامن من تشرين الأول لعام 2023، ودّع أهالي الجبور والأردنيون عامة المختار خالد البشر الجبور، أحد الوجوه العشائرية والوطنية التي تركت أثراً عميقاً في الذاكرة والمجتمع.
عامان مرا على رحيله، لكن سيرته ما زالت حاضرة بكل ما حملته من حكمةٍ، وكرمٍ، ومواقف إنسانية راسخة.
كان المختار خالد البشر الجبور رمزاً من رموز الصلح والإصلاح، وصوتاً للعقل والحكمة في كل خلاف، لا يعرف الحقد ولا يحمل إلا الخير في قلبه. جمعته علاقة احترام ومحبة مع أبناء عشيرته ومجتمعه، فكان بيته مفتوحاً للضيف، وكلمته ميزان عدل، ومواقفه تُدرّس في معاني الرجولة والوفاء.
في الذكرى الثانية لرحيله، يستحضر محبوه وأبناؤه ذكراه العطرة التي لا تغيب، مستذكرين رجلاً عاش للناس، وبقيت سيرته نبراساً لكل من عرفه. فبين كل حديث عن المروءة، يُذكر اسمه، وبين كل موقف شرفٍ ونخوة، يُستحضر فعله.
كتب أحد أبنائه في هذه المناسبة كلماتٍ مؤثرة تختصر عمق الفقد وصدق الحنين:
"عامان مرا على رحيلك، وما زال طيفك يسكن أيامي، وصوتك يهمس في ذاكرتي كلما ضاقت بي الدنيا. رحلت جسداً، لكنك ما غبت عن قلبي لحظة، فذكراك حياة، ووجودك دعاء لا ينقطع. أبي… ما زال الحنين إليك يؤلمني، وكلما مرّ يوم ازددتُ يقيناً أن الأب لا يُعوض ولا يُنسى مهما طال الغياب. رحمك الله بقدر ما أحببناك واشتقنا إليك، وجعل مثواك الجنة، وجمعنا بك في دارٍ لا فراق فيها ولا حزن."
رحم الله المختار خالد البشر الجبور، رجلاً عاش كريماً، ورحل مهيباً، وبقي اسمه علامة على الأصالة والنخوة الأردنية.