نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية ...بلال الذنيبات.
لمّ أُفاجأ صراحةً عند قراءة تقرير جمعية معهد تضامن النساء الاردني المتعلق بإرتفاع الجرائم الجنسية بين صفوف العاطلين عن العمل و نحن نعيش في مجتمع غريب عجيب تكثر فيه اعلانات تدوير فرص العمل ( على أن يكون لديه خبره) و لا توفر بالمقابل فرص عمل تمنح تلك الخبره.
و خلال متابعتي لكلمات عدد من النواب لفت إنتباهي بشكلٍ عميق كلمة النائب علي الحجاحجة و التي هي تمثلني كونها تتفق و اطروحات مشابهة طرحتها سابقاً في صحيفة الانباط قبل سنة.
و ذهب النائب علي الحجاحجة الى إلزام الشركات لتشغيل حديثي التخرج لكسب الخبرة سنة مثلاً بأجور زهيدة أو بدل مواصلات ، و أن تسمح الجامعات لحديثي حملة الشهادات العليا للتدريس فيها لكسب الخبرات.
و كذالك طالب الحجاحجة بعمل مشاغل مهنية في الجامعات ، إن كل هذه الأفكار و الطروحات تفضل بها النائب هي عين ما يجب أن تعمل عليه حكومة الرزاز التي قال رئيسها أنها تملك خطة تشغيل.
و حقيقةً أن ما حصل في شهر رمضان على الدوار الرابع هو ترجمة لحالة من اليأس و الاحباط نتيجة غياب توفر فرص العمل و كثرة أعلانات تدوير فرص العمل في السوق.
و أعيد طرح قضيةً أيضاً أن هناك تمايزاً بين المحافظات في الاردن من ناحية توفر الفرص و هذه تحل من وجهة نظري و نتيجة خبرتي الحياتية بدعم مشاريع سكنات العمال بشروط محددة أهمها أن يكون اردنياً و من محافظة غير المحافظة التي يعمل فيها او في منطقة تعاني من أزمة نقل عام و هذا يتطلب من المستثمرين في قطاع العقارات عمل تشبيك مع الشركات و عمل تجمعات سكانية بنظام الاستديو في المواقع الاكثر جذباً للباحثين عن العمل مثلاً في المدن الصناعية و المناطق التي تكثر فيها الشركات المشغلة و خاصة في محافظات اربد و العاصمة تحديداً.
إن بقاء ازمة البطالة و تهميش ابناء المحافظات التي تعاني من قلة فرص العمل و أبناء القرى النائية يعمل على عدم تحقيق تعهدات حكومة الرزاز فالمشكلة بالسوق ليست فتح مشروع استثماري بقدر ما هو تأهيل الفرص للجميع و الجميع هنا يتطلب ما قلناه سابقا و كثيرا ما قلت أن تدريب حديثي التخرج و توفير سكنات عمال هي الاهم بالنسبة لنا من فتح مشروع استثماري.
فكيف تنتظر الحكومة المظفرة من شاب في معان أن يعمل بمشروع استثماري فتح في المدينة الصناعية هناك و كلفة النقل تزيد عن اجمالي الدخل ، و بما أن هناك فرص عمل في العاصمة و اربد و الزرقاء لم لا تتاح هذه الفرص لابناء المحافظات الاقل حظاً من خلال توفير سكنات عمال باجور زهيدة لا تتجاوز المائة دينار.
و كيف تنتظر الحكومة كذالك من البطالة أن تحل و اعلانات العمل غالباً هي تدوير و ليس توليد لفرص العمل و منح الخبرة من خلال طرح الحجاحجة يوفر للسوق دخول عناصر جديده فيه بدلاً من بقاء السوق مقتصر على عناصر موجودة أصلا.