ديوان
الطوالبة يحتضن وهج القصيدة في ليلة ختام مهرجان عرار
نيروز
– محمد محسن عبيدات
في أمسية
شعرية بهية تشبه وهج الحرف الأول، أسدل مهرجان عرار الشعري الثاني عشر ستائره في ديوان
آل عرسان الطوالبة التراثي بمنطقة سحم الكفارات؛ ذلك الفضاء المجبول برائحة التاريخ
وعبق الأصالة، حيث احتشد عشّاق الشعر وسادة الكلمة ليشهدوا ختاماً يليق بمسيرة ثقافية
تُعد من أهم الفعاليات الأدبية في شمال الأردن.
أقام ملتقى
سحم الثقافي بالتعاون مع ملتقى عرار الثقافي هذه الأمسية التي جاءت تتويجاً لمسيرة
أيام من الشعر والإبداع، فازدانت ساحة الديوان بشعراء قدموا من الأردن ومن الوطن العربي،
ليعزف كل منهم لحنه الخاص على وتر الجمهور المتعطش لصوت القصيدة. وتجلّت المشاهد الشعرية
كأنها لوحات مرسومة بمهارة، حملت أنفاس المكان، وأضاءت بوهج حضورها مساحة الديوان.
الدكتور
الشاعر علي طوالبة تولّى تقديم الحفل بأسلوب سلس ولغة مُفعمة بالشاعرية، فكان صوتاً
موازياً لصوت القصائد، يعبر بالمستمعين بين عوالم من الجمال والصور، ممهداً لكل شاعر
أن يعتلي المنصة ببهاء يليق بمهرجان يحمل اسم عرار، رمز الحرية والشعر.
الحضور
الذي اكتظ به المكان كان شاهداً على أهمية المناسبة، إذ يُعد مهرجان عرار واحداً من
أبرز الفعاليات التي تحتضنها المنطقة، ومنصة راسخة لإحياء الشعر العربي وتعزيز تواصل
الأجيال الإبداعية. وقد حمل الجمهور شغفه معه إلى الديوان، محتفياً بكل قصيدة، منصتاً
بعمق، ومحملاً الفعالية بعداً آخر من الدفء والتفاعل.
وفي ختام
الأمسية، قام رئيس ملتقى عرار الأستاذ محمد خريف، ورئيس ملتقى سحم الثقافي الأستاذ
مطر الطوالبة، بتكريم الشعراء بمنحهم دروعاً وشهادات تقدير، في لفتة تعبّر عن الامتنان
لجهودهم وحضورهم وإثرائهم للحدث.
وفي كلمة
له، قال الأستاذ مطر الطوالبة إن هذا المهرجان ليس مجرد نشاط ثقافي يُقام كل عام، بل
هو مساحة تتجدد فيها روح الشعر، وتتعزز من خلالها الهوية الثقافية لأبناء المنطقة.
وأضاف:
"ما
يجمعنا هنا هو الإيمان بأن الكلمة ما تزال قادرة على أن تُحدث فرقاً، وأن الشعر يظل
نافذة مشرعة على الضوء. نحن في ملتقى سحم الثقافي نؤمن برسالة الثقافة، وننظر إلى هذه
الفعاليات بوصفها جسوراً تربط القلوب وتوحد الذائقة."
وأكد الطوالبة
أن الحضور الكبير هو دليل على حيوية المجتمع المحلي ووعيه الثقافي، مشيراً إلى أن المهرجان
سيواصل دوره الريادي في احتضان الأصوات الإبداعية وتعزيز مكانة الثقافة في لواء بني
كنانة.
وغادر
الحضور الديوان محملين بصدى القصائد وروح المكان، ليبقى مهرجان عرار علامة مضيئة في
المشهد الأدبي الأردني، ومناسبة تستحق الاحتفاء عاماً بعد عام.