الحاجة دائمًا كانت وما زالت دافعًا أساسيًا للابتكار والإبداع، فمنها تنبثق الأفكار التي تسعى إلى تحسين حياة الإنسان وجعل يومه أكثر سلاسة وبعيدًا عن التعقيدات.
عندما نواجه تحديًا أو صعوبة في تلبية إحدى احتياجاتنا الأساسية، فإن البحث عن حل يصبح ضرورة.
خذ على سبيل المثال قدرة الإنسان على الوصول إلى وجهته لشراء مستلزماته اليومية في مختلف الظروف المناخية في أوقات الحر الشديد أو الأمطار الغزيرة، يصبح الأمر مجهدًا وصعبًا.
هذه الظروف دفعت الإنسان إلى استحداث وسائل لتجاوز هذه التحديات، فكانت الحاجة الملحة لإيجاد وسيلة تحميه من قسوة الطقس وتجعل رحلته أسهل وأقل جهدًا.
وبالتالي ظهر اختراع السيارة وغيرها من وسائل النقل الحديثة، التي غيّرت شكل الحياة وسهلت حركة البشر بطريقة فاقت التوقعات.
العلماء لم يتوقفوا عند التكيف مع الاحتياجات اليومية فقط، بل سعوا لاستثمار طاقاتهم وإبداعاتهم لجعل الحلول متاحة بشكل عام للجميع. عبر البحث والكتابة ووضع النظريات، كانوا يستهدفون تطوير قوالب التفكير وتنمية قدرات المبتكرين وتحفيزهم لاستنباط أفكار وحلول جديدة.
علم الإبداع والابتكار يُعتبر اليوم مجالًا علميًا مستقلًا، يدرس الآليات والنظريات التي تقود إلى الابتكارات، كما يدرس كيفية خلق بيئة محفزة ومناسبة تدفع بالمبدعين لإيجاد الحلول للمشكلات الحياتية من حولهم. ومع أن هناك العديد من النظريات والنماذج التي تناولت هذا المسار الفكري، إلا أن الإجابة النهائية والشاملة عن آلية الإبداع تظل محل نقاش مستمر بين العلماء والمختصين.
ما توصل إليه الباحثون في هذا المجال هو أن الاهتمام بالبيئة المحيطة بالمبتكر وتوجيه تفكيره بصورة منظمة هما من أهم عناصر النجاح. هذا ما تعكسه بعض النظريات المعروفة في مجال الإبداع والتي سنتطرق إليها بمزيد من التفاصيل في مقالات قادمة، بإذن الله.