نيروز الإخبارية :
نيروز الاخبارية:
بقلم د. توفيق العجالين.
يبدو ان الصحوة وحالة الوعي المجتمعي الأردني باتت حالة فريدة تقض مضاجع تجار السياسة وعملاء السفارات الذين اعتاشوا لفترات طويلة من الزمن على تاجيج نار الفتنة والعنصرية بين ابناء الوطن الواحد (غربي النهر وشرقيه) حتى قسمتهم قوى الاستعمار والصهيونية إلى فلسطينيين وأردنيين على الرغم ان كل الوثائق التاريخية غير المزورة تثبت بان كثيرا من العشائر الاردنية كانت تعيش في فلسطين ومنهم من بقي الى هذه اللحظة والعكس صحيح بالنسبة إلى الأخوة الفلسطينيين في غربي النهر.
قدوم المستعمر للوطن العربي والمحتل الصهيوني للأراضي المقدسة، كان يلزمه ادوات عربية قذرة تخدم اغراضهم وتسهل عليهم السيطرة على الاراضي العربية فعملوا على زرع العملاء من كافة الأطراف لمساعدتهم على تنفيذ مخططاتهم وإضعاف روح الأخوة والنخوة العربية والإسلامية في نفوس الناس.
بالتأكيد لعبت هذه الأنفس المريضة أدوارا خبيثة تحت مسميات ومظلات مختلفة، مستغلة حالة الجهل والانعدام المعرفي لدى السواد الأعظم من المجتمع أو العامة والتنفع والوصول على حساب الحالة الشعبية من خلال إذكاء نار العنصرية والتفرقة.
للأسف، أثمرت خسة هذه السياسة الصهيونية القذرة، استشهاد وصفي التل الذي بات حالة رمزية وطنية عروبية قومية لم يأت على كرسي رئاسة الوزراء في الأردن مثيلها،لا من قبلها ولا حتى بعد استشهادها.
صحيح الرجل مضى على استشهاده ما يقارب خمسة عقود الا انه لا زال يعيش في وجدان وذاكرة كل الأردنيين، وصفي لم يمت، إنه حاضر في وجداننا وفي كل جلساتنا اليومية.
اليوم بعد كل هذه الفترة الطويلة على الحدث الجلل نتيجة زرع روح العنصرية والتفرقة بين الأهل، يطالعنا مجددا من يحيي فينا الجرح والمصاب الجلل بتابين مدير عمليات ايلول الاسود بصورة مهينة لمشاعر الاردنيين.
لا شك ان حالة الوعي والفهم والتفاهم والتناغم الشعبي بين أبناء الضفتين وكشفهم الأيدي الخبيثة التي عملت لفترات طويلة خدمة لمصالحها الشخصية على حساب الوطن ولخدمة الصهيونية ادى الى فشل محاولاتهم الهابطة والرخيصة، عادوا من جديد لفتح ملف قديم يخجل الكثير من فتحه أو الحديث عنه لما هو مؤلم على النفس، لكن أبت العمالة والخسة أن تفارق أصحابها.
هناك من حاول إقامة حفل تأبين لشخص ساهم بقتل شخصية اردنية رمزية احبها كافة الأردنيين ممن عاصروه وممن لم يعاصروه، ضاربين عرض الحائط كرامة الناس وعزتهم.
السؤال الذي يجب على الجميع ان يسأله لماذا اختير هذا التوقيت بعد مرور كل هذا الوقت الطويل؟ هل يعقل تأبين شخص قاتل شخصية أردنية رمزية عشقناها بلا تكلف؟ من وافق ومنحهم الإذن ؟.
هذا يعني في علم التحليل أن الصهيونية وأدواتها اصبحت اكثر قلقا من حالة الاتفاق والوفاق الأردني الفلسطيني ولم تجد طريقة اكثر فاعلية لإشعال نار الفتنة أكثر من هذا الملف حساسية ، احذروهم ولا تجعلوهم يحققون غايتهم.