نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية :
بقلم الفريق الركن المظلي المتقاعد علي سلامة الخالدي.
القادة يصبرون على مر الليالي، لا تدمع مقلهم، لكن تجرحهم المصيبة، تهز مشاعرهم خسارة رجال النخبة يدمي قلوبهم فقدان رفقاء السلاح وزملاء الدرب، نشتاق للماضي الدفين بين غصات الألم وقهر الزمان، نجلس على شاطئ المصيبة، نتجرع كأس المرارة، نعيش كشجرة شيح يابسة تقتلعها رياح الحزن تحملها نحو الأفق البعيد والتاريخ المجيد، غياب الجنود يكسر الظهر، يثير في النفس عواطف الحسرة على والد مكلوم وأم ثكلى وطفل يتيم.
• تزدحم الخواطر، استذكر تاريخنا العسكري العظيم، كيف نعانق رجال الخاصة /71 في أيام العيد، نشد على أيدهم، تتعالى قاماتهم، تزهو هاماتهم تشرق بالنور وجوههم، يحملون عقيدة بأنهم شرف أبو الحسين، وشرف الأمة، ورأس الرمح، ونخبة القوات المسلحة، نكررها دوماً حتى زرعنا فيهم روحاً وطنية شامخة، فتوارثوا الاستهانة بالموت، والبحث عن الخطر، وعشق المغامرة، والسعي نحو الشهادة، والتضحية بالنفس، والجود بالروح ونكران الذات.
• شهداء الخاصة /71 ورجال الدرك رسموا بدمائهم الخطوط الحمراء لأنهم حماة البشر والحجر والشجر، كالجبال يصدون الأمواج العاتية، لا تلين لهم قناة، لا تنكسر لهم إرادة، شباب والله محترفون في قتالهم، خفيفة نحو الواجب أرجلهم، خظبت الدماء محاسن وجوههم، الاستشهاد أمنيتهم والتهافت نحو نيران الموت مطلبهم، سباع الأرض وصقور السماء، كم تمنيت أن نموت معكم ولا نموت على الفراش كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.
• لكم المجد أيها الشهداء، لكم الخلود في جنة عرضها السموات والأرض، لكم العهد بالثأر، لكم الوعد بأن دماءكم لن تتوزع على قبائل قريش، إن ثمن دمائكم غالٍ وسقف مطالبنا عالٍ، الزوال والفناء للخوارج، فالزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث بالأرض.
الإرهاب خيانة والخيانة نهاية.