نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية ...بقلم احمد الطيب.
بالأمس كانت احدى السيدات الاردنيات تستجدي وترجو لجنة من شركة الكهرباء الاردنية اعطائها فرصة حتى لا تخلع الشركة القاطع من الساعة الرئيسية في بيتها بسبب وجود اربعة فواتير على عداد بيتها بمبلغ لم يتجاوز ال 100 دينار لكن بدون جدوى قام رئيس اللجنة وهو شاب ممتلئ في مقتبل العمر مفتول العضلات بإعطاء اوامره بعدم الالتفات الى استجداء السيدة وتم خلع العداد .
السيدة لم تيأس ولم تنتصر لكرامتها بل انها قررت اهانة نفسها امام الجيران حتى لا ينام اولادها على العتمة وخرجت الى الشارع تلحق بذلك الشاب وتطلب منه اعطائها فرصة ليوم واحد فقط الا ان اللجنة اكملت عملها الى البيت الثاني والثالث والسيدة تلحق بهم وترجوهم بصوت كله امل ورجاء واستجداء الا ان رئيس اللجنة اصر على عدم الالتفات لها او الحديث معها حتى انها امسكت بقميصه وأولادها يتباكون ورائها وهي تقول له " والله جوزي بشتغل على تكسي ضمان ومش ملحقين الخبز طول بالك لبكرة .. انا دخليله عليك انا دخيله على نخوتك " الا ان اهات السيدة واستجدائها لم تجد اذن حنونة تسمعها حتى غادرت اللجنة .. وما هي الا دقائق واذا بسيارة الدفاع المدني قادمة من بعيد تخبر عبر صفاراتها ان هناك شخص بحالة صحية طارئه وعندها خرج الجيران واذا بالسيدة ذاتها ينقلها رجال الدفاع المدني الى اقرب مستشفى بعد ان بلعت لسانها ..!
هذه السيدة تسكن في جبل القصور وبيتها المستأجر ب 150 دينار هو جار الديوان الملكي الهاشمي العامر وهذا الشاب مفتول العضلات ينفذ اوامر اسياده في شركة الكهرباء .. اسياده الذين تبلغ رواتبهم الشهرية ومكافأتهم اكثر من مصروف تلك السيدة واولادها عشر سنين فلا اعتقد ان بيت متواضع يزيد مصروفه لعشر سنوات عن 30 الف دينار راتب احد كبار موظفي شركة الكهرباء شهريا ....
من حق شركة الكهرباء تحصيل حقوها المالية مقابل الخدمات التي تقدمها للناس وليس مطلوب من رئيس اللجنة هذا الا تطبيق التعليمات .. تلك التعليمات المجحفة التي راحت بالسيدة الى ابتلاع لسانها ولولا وجود احد المسعفين من الجيران الذي استطاع اخراج لسانها لماتت السيدة قبل وصول الدفاع المدني ... بعد ان تركوها تأن بأوجعها النفسية حتى كادوا ان يقتلوها .
هي جارة الديوان الملكي ولكن لم يشفع لها ذلك .. هي اردنية نشمية ورغم اهانتها لنفسها لكن لم تعد الكهرباء لمنزلها .. يا سيدتي الحكومة غير مكترثه كثيرا بك وبحاجتك للكهرباء فهي مشغولة في تمرير قانون الضريبة ... رئيس الوزراء لا يعرف حقيقة معاناتك لان الكهرباء لم تنقطع يوما عن بيته ... يا سيدتي ان اوجاعك وأهاتك لم يسمعها غيرك وغير اولادك الذين لم يعرفوا لماذا تمسكين بقميص مفتول العضلات وتبكي ولم يعرفوا لماذا باتوا على عتمة الليل .
عتمة الليل تلك التي باتت سرابيلها تلف بيوت الاردنيين ...
نحن مثلك يا سيدتي كلنا جيران الديوان الملكي وبات يلحقنا الهوان وضيق الحال .. كلنا مثلك يا سيدتي ننتظر سائق التكسي عندما يعمل ليخرج ضمان التكسي وبعدها يخرج ثمن البنزين ويعود اخر الليل منهك القوى في جيبه 5 دنانير او اقل كلنا ننتظر ان ندفع فوائد البنك الدولي وبعدها فواتير رفاهيتهم ونعد النقود التي في جيوبنا اخر النهار فلا تزيد عن تلك النقود التي في جيب زوجك .
يا سيدتي الاردنيون باتوا مهددين بإقتلاع عدادات الكهرباء وباتوا مهددين بالتوقيف بسبب فاتورة مياه وسيف الضريبة على اعناقهم ... يا سيدتي انت اشرف وانقى واعز واجل من تعليمات شركة الكهرباء التي قررت ان ينام اطفالك على عتمة الليل وامهم في المستشفى يعالجها الاطباء ونام اولادها بلا نور الكهرباء وحتى بلا ضياء قلب امهم .