نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
للكاتب والمحلل الأمني الدكتور بشير الدعجة.
احترت من أين أبدأ مقالي هذا...هل من الاعتداء البشع الهمجي الإرهابي على امرأة وابنها...أم من تخاذل دورية الدرك في القيام بواجباتها الأمنية....أم من العادات والتقاليد البالية التي سيهبّ رجالاتها بفناجين قهوتهم المرائية لتكريم القتلة.... وتسجيل نصر زائف لجاهة رأسها لايخاق الله ...... وأعضائها يبحثون عن كرسي نيابة او عضوية بلدية.. .أم من التغيرات اللأخلاقية الدخيلة على عاداتنا العربية الأصيلة...
قتل الطفل هاشم ...وجع أردني ....اوجعتني يا هاشم ...كما أوجعت الأردنيين جميعا....ماذنبك يا بني?!!!ّ...ماذا اقترفت حتى يقتلوك?!!!....هل سمع رجال دورية الدرك صرخاتك واستغاثت والدتك?!!!.... هل حركوا ساكنا لحماية امرأة وطفلها من براثن وحوش بشرية?!!!... هل هم رجال درك نشامى كما نعرفهم ?!!... أم هم طيف وخيال لرجال درك شبّه لك ولوالدتك فتخيلتم بأنكم بأمان بينهم....فتبين يا ولدي بأنكم احتميتم بطيف سراب ...
هل من قتلك يا بني نشمي أردني لا يعتدي على امرأة وطفل ولا يأخذ ثاره منهما لأنه بعرفنا وتقاليدنا الأصيلة تصبح وصمة عار عليه إلى يوم يبعثون....أم أنه مجرم قاتل ذئب مسعور خرج عن كل الأعراف والتقاليد الأصيلة...
ماذا فعل أباك لينتقموا منه بقتلك....هل تجاوز على فاردة عرس.... يقتل طفل وتضرب امرأة ويهان زوجها...اتعتقد يا هاشم أن هذه أخلاقنا وعاداتنا وشبابنا...أم أنهم دخلاء علينا...لا أعتقد ذلك فهم منا والينا...ولكن ماذا حدث لتربيتنا وقيمنا العربية الأصيلة....هل مازلنا نربي أبنائنا على النخوة والشهامة واغاثة الملهوف وعدم الاعتداء على امرأة وطفل مهما كانت الأسباب.... أم تركنا التربية للجوكر والفيسبوك وأخواته ....
أدعو والدك يا حبيبي هاشم كما هو رأي كافة الاردنيون أن لايستقبل الجاهات والعطوات والعبي الزائفة ليصبح دمك فنجان قهوة كاذبة منافقة هي وشاربيها ....لايستقبلهم ..فاليعلّق والدك الجرس الذي عجزت أنا عن تعليقه لمقتل أبني رعد الأول ...ضعفا وتنازلا لعبي واحترام لعادات فناجين القهوة الكاذبة...
هاشم لا تلوم طاقم شرطة النجدة فقد قاموا بواجبهم ...لا بل فوق طاقتهم ...حاولوا حمايتكم ودافعوا عنك عن والديك بما استطاعوا من قوة مسموحة لهم ....وكانوا ينتطروا زملاء المهنة ورفاق الدورية المساعدة والسيطرة على المشهد المؤلم....
لا تلوم شرطة النجدة ...فتعليمات إطلاق النار على مثل هذه الحالة قبل وفاتك لاحقا وفق القوانين لاتسعفهم بل تدينهم...فالقانون خذل رجال دورية النجدة كما خذلك ووالديك ....ثق تماما لو كان اطلاق النار قانونيا لما توانى رجال النجدة فعل ذلك....لكن لسان حالهم يقول ...العين بصيرة واليد قصيرة....الا انهم دافعوا ولولا تدخلهم لكانت هنالك أكثر من وفاة لعائلتك - لا قدر الله- .....اعذروا طاقم النجدة أيها الاردنيون...القانون خذلهم....والتجاوز عليه مضرة ومصيبة تقع عليهم.....فطالبوا أيها الاردنيون بقوانين تعزز من بسط هيبة الدولة والنظام ....تمنح صلاحيات أوسع لرجال الأمن العام في مثل حالة هاشم.....
أيا هاشم ووالد هاشم ...لاتلتفت إلى من انتقد طاقم شرطة النجدة عدم استخدام السلاح وإطلاق النار على شرذمة المهاجمين ونعتوا رجال النجدة بأبشع الصفات....والله يا حبيبي هاشم لو كانت الحادثة عكسية وأطلقوا عليهم النار لهاجموا نفسهم دورية النجدة لقتلهم مواطنين أبرياء....ويذكرونا بحقوق الإنسان وحرياته....أنهم مطبلون على دف الحقد والكراهية لرجال الأمن العام...لا تلتفت إليهم ...بل التفت إلى الأسباب التي منعتهم من إطلاق النار على مهاجميكم وأولها القانون الذي حدد حالات إطلاق النار لرجال الأمن العام وقيدهم تقييد أسير ...وللأسف حالتكم لاتنطبق عليها أية حالة من حالات القانون أثناء الاعتداء وقبل وفاة هاشم ...
القوانين ومنها قانون الأمن العام وحقوق الإنسان والحريات هي من جعلت تلك الشرذمة تتمادى عليكم...
يا هاشم... أتعرف لماذا لم يقم رجال دورية النجدة بإلقاء القبض على الشرذمة المهاجمة...أنا أقل لك السبب وهو ماتعلموه وتدربوا عليه....إنقاذ حياة إنسان أهم وأولى من إلقاء القبض على مجرم....أوضح أكثر لك يا هاشم... في مثل حالتك ووالديك يجب على دورية النجدة اسعافكم لأقرب مشفى لإنقاذ حياتكم جميعا وهذا الأهم.. أما بالنسبة للمجرم أين يذهب سيتم احضاره لاحقا...وهذا ما حدث فعلا حيث تم إلقاء القبض على جميع المهاجمين لاحقا...وأعتقد طاقم دورية النجدة أنهم انقذوا حياتكم...لكن للأسف قتلوك يا هاشم متأثرا باصابتك لعنهم الله جميعا....
حبيبي هاشم لا ابحث عن مبررا لرجال النجدة لكن هذا هو الواقع... قوانين قيدتهم ...لكن شهامتهم لم تقيدهم....وفعلوا ما استطعوا عليه... ولم يتخلوا عنك ووالديك فكانوا هم المسعف الاوليّ لكم.....
أما من قتلك ....ونزعك من أحضان والديك فهم ليس منا ...نعم ليست نخوتنا وشهامتنا ....لم يتربوا على عادات النشامى...ليس في قلوبهم رحمة...ولا أساليبهم فيها رجولة بل أساليب قتلة و خونة للعادات والتقاليد....أساليب إجرام وزعرنة وبلطجة....
هاشم يا ولدي وأنت الآن مع
فلذة كبدي رعد الأول طيور تحوم الجنة بغرفها وجنانها وانهارها....أطلقوا صرخة....أطلقوا استغاثة ...لا لفنجان القهوة.....لا لعبي فناجين القهوة في الجرائم .....لا للجهات والعطوات .....نعم لتشديد العقوبات ....نعم لقانون يمنح صلاحيات استخدام السلاح من قبل الشرطة في مثل حالة هاشم....
حبيبي هاشم عانق فلذة كبدي رعد الأول....وقل له أن والدك ضعف وتنازل عنك برشفة قهوة....قل له يا هاشم أن والدك كان أشجع مني لم يستقبل جاهة ولم يسامح بفنجان قهوة.....بل أصر على أخذ دمك بالقانون ولن يترك قاتلك لأجل فنجان قهوة مشبوه.....رعد الأول...هاشم الكردي...وجع أردني عانينا ومازلنا نعاني منه.......وللحديث بقية
# د. بشير الدعجة