نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
بقلم: سعد عدنان ابو عودة.
منذ ان اعلن دولة الرئيس عن برامج الحكومة وانا احاول ان اقرر ان كانت هذه الحكومة ستنقذ البلد ام لا. ولا أزال محتار ولكن هناك بعض الافكار التي اود طرحها للنقاش لمساعدتي ومساعدة الاصدقاء بالقيام بهذا القرار المفصلي.
برامج الحكومة لا شك انها مختلفة تماما عن برامج الحكومات السابقة من حيث الشفافية ومقاييس الاداء والجدول الزمني المُعلن والمُلزم. هي ايضا برامج جيدة وواعدة ولكنها لا شك بطابع تحسيني بطيء (Evolutionary) مما هو دون توقعات الشارع الذي يعتقد انه بحاجة لثورة بالانجاز الحكومي لينتشل الاردن من الوضع الحرج التي هي ومواطنيها به.
هناك ايضا موضوع الثقة بالحكومات بشكل عام، حيث ان الشعب فقد الثقة تماما من الحكومات ومؤسسات الدولة بعد ما آلت اليه الدولة من مديونية وفساد وترهل اداري. موضوع الثقة حرج لأن الشارع يريد ان يرى فرقا كبيرا على حياته بايام واسابيع بدلا من سنوات ولذلك فان برامج الحكومة الحذرة لن تستطيع ان تُشعر الشارع بالفرق بسرعة مما سيُطيل حالة اللاثقة وبالتالي حالة النقد اللاذع والاستنكار مما تفعله الحكومة.
حاول الرئيس كسب ثقة الشارع من خلال استجابات سريعة ولكنها للأسف كانت لأمور صغيرة مثل بركة البيبسي ومرضى السرطان وتقرير ديوان المحاسبة والتجاوب السريع لكثير من القضايا التي تحتل مساحة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي ولكن قابل هذه الاستجابات "استجابات دون التوقعات" لقضايا كبيرة مثل قضية عوني مطيع وقانون الضريبة مما جعل الثقة بالحكومة بالمحصلة تراوح مكانها وربما مع بعض التحسين عند بعض المراقبين فقط.
اما بالنسبة لأي طريق انسب لنهضة الاردن، تطور بطيء ام ثورة نهج، فانا اعلم ان معظمنا سيقول نحن بحاجة لثورة نهج، ولكن يجب ان نفكر بعمق بهذا الامر اذ يجب ان نأخذ عدة عوامل لانتاج هذا القرار ومنها:
١) هل وضع البلد كارثي لدرجة الحاجة لثورة نهج؟ لان ثورة النهج بها مخاطرات ممكن ان تؤدي لنتائج عكسية مثل خلخلة النظام السياسي او خلخلة التوازن الاقليمي او استفزاز بعض فئات المجتمع او فرار المستثمرين او هجرة العقول والاموال وغيره بينما التطور البطيء اكثر امنا اذ انه بامكان الحكومة تغيير القرارت بدون آثار كارثية؟
٢) هل وصفة ثورة النهج صحيحة ام خاطئة وممكن ان تودي البلد الى وضع اكثر كارثية وتنقل البلد من الدلف لتحت المزراب؟
٣) هل تتوفر مصادر التمويل لتحقيق ثورة النهج ام انها ستؤدي الى مزيد من الاستدانة والعجز الذي سيرثه ابناؤنا واحفادنا؟
٤) هل ستؤدي ثورة النهج الى تعقيد العلاقة مع الدائنين وترفع من كلفة خدمة الدين لدى الاردن؟
٥) هل ستؤدي الثورة الى انخفاض قيمة الدينار مما سيؤدي قطعا الى ثورة شعبية في الاردن لا يحمد عقباها؟
انا اميل الى الاعتقاد ان الحل يكمن باتباع اسلوب مشترك من التطور البطيء وثورة النهج بحيث تقوم الحكومة بثورة نهج على امور مفصلية وواضحة وغير قابلة للتأويل بينما تعتمد اسلوب التطور البطيء بالامور الاخرى.
اكثر امر اعتقد انه واضح لثورة نهج هو موضوع الفساد وهذا الموضوع بالذات سيؤدي الى كسب سريع مادي وكسب ثقة الشارع مما سيمكن الحكومة من اداء برامجها بدعم شعبي.
ومن الامور التي يجب ام تعتمد اسلوب التطور البطيء هو ترهل القطاع العام والبطالة المقنعة اذ ان هذا الامر، على كونه خطأ، الا انه يستفيد منه قطاع كبير من المواطنين وعائلاتهم وبالتالي وجب التعامل معه بهدوء وبشكل تدريجي ومن خلال اعطاء البديل لموظفي القطاع العام.