برعاية
وزير الاتصال الحكومي: كفرسوم تحيي الذكرى الـ105 لاستشهاد الشيخ كايد المفلح عبيدات
نيروز
– محمد محسن عبيدات
تحت
رعاية معالي الأستاذ الدكتور محمد المومني وزير الاتصال الحكومي، نظمت هيئة شباب كفرسوم
ندوة وطنية بعنوان "الشهيد الشيخ كايد المفلح عبيدات.. لبى النداء وارتقى"،
وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة بعد المائة لاستشهاد الشيخ المجاهد.
أقيمت
الندوة في ديوان آل عبيدات في بلدة كفرسوم، بحضور متصرف لواء بني كنانة خلدون العبادي عدد كبير من أصحاب المعالي والعطوفة
والسعادة، إضافة إلى وجهاء المجتمع المحلي وأبنائه.
وفي
كلمته خلال الندوة، أكد الوزير المومني أن استذكار الشهيد كايد المفلح عبيدات بعد مرور
105 أعوام على استشهاده، يُعد وفاءً لقيم العزة والكرامة التي غرسها الأردنيون عبر
التاريخ. وأشار إلى أن الشهيد عبيدات، الذي يعتبر أول شهيد أردني على أرض فلسطين، جسد
بروحه الوحدوية وإيمانه الراسخ أن المعركة واحدة والمصير مشترك بين عمان والقدس. وأضاف
المومني أن دعم الأردن للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، بقيادة هاشمية متعاقبة من
الشريف الحسين بن علي وصولاً إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله،
الذي يواصل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية. وأكد أن
إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هي مصلحة وطنية أردنية عليا،
مشددًا على أن صوت الأردن بقيادته الهاشمية كان ولا يزال صوتًا عربيًا حرًا صادقًا،
لا يساوم على الحق ولا يتخلى عن الثوابت رغم التحديات والضغوط.
وتحدث
خلال الندوة نخبة من الشخصيات الوطنية والأكاديمية، منهم: الدكتور بكر خازر المجالي،
الدكتور محمد المناصير، النائب الأسبق رياض باشا العزام، الدكتور عبد الرؤوف حمادنة.
وسلط المتحدثون الضوء على المسيرة الحافلة للشهيد الشيخ كايد المفلح عبيدات، الذي كان
رمزًا للتضحية والمعرفة والنضال القومي. واستعرضوا مآثره الوطنية وبطولاته في معركة
تلال الثعالب، التي قادها مع رفاقه الأبطال ضد قوات الاحتلال البريطاني والمستوطنين
اليهود، في مواجهة كانت غير متكافئة، حيث قابل السيف والبندقية الرشاشات والمدافع والطائرات.
وقد استشهد الشيخ كايد العبيدات مع مجموعة من رفاقه الشجعان، مسطرين أولى ملاحم البطولة
الوطنية، ومقدمين أروع صور الفداء والانتماء.
واستذكر
الحضور سيرة الشيخ كايد المفلح عبيدات، المولود في كفرسوم عام 1868، الذي تلقى تعليمه
الأولي في الكتاتيب، فحفظ القرآن الكريم ودرس الحساب والعلوم، مما مكنه من امتلاك وعي
ثقافي وتاريخي مبكر. برز كزعيم بارز في شمال الأردن، وورث المشيخة عن والده بجدارة،
وكان مثالًا في الحكمة والشجاعة. ومع مرور السنوات، نسج علاقات قوية مع زعامات عربية
في بلاد الشام، مما عزز دوره الوطني، خاصة في مواجهة المخططات الصهيونية. وقد كان له
دور محوري في الاجتماع الوطني الذي انعقد في عجلون عام 1917 رفضًا لاتفاقية سايكس بيكو
ووعد بلفور، حيث تم اختياره لقيادة الجهود لمواجهة المخاطر المحدقة بفلسطين والمنطقة.
في
بداية الندوة، رحب رئيس هيئة شباب كفرسوم السيد مشهور عبيدات بالحضور والمشاركين، ورفع
برقية ولاء وانتماء إلى القيادة الهاشمية الحكيمة، مثمنًا مواقف جلالة الملك عبدالله
الثاني الثابتة في دعم فلسطين. وأكد عبيدات على أهمية الاحتفال بهذه المناسبة لما لها
من دور كبير في تعزيز قيم التضحية والوفاء والانتماء الوطني، مشيرًا إلى أن إحياء ذكرى
استشهاد الشيخ كايد المفلح عبيدات هو واجب وطني وديني وأخلاقي تجاه شهدائنا الأبرار.
وشدد على أن تخليد تضحيات الشهداء وترسيخ سيرهم في وجدان الأجيال القادمة هو حجر الأساس
لبناء أمة قوية وواعية بقضاياها الوطنية والقومية.
اختتمت
الندوة بالتأكيد على أن تضحيات الشيخ كايد المفلح عبيدات ورفاقه ستظل شعلة هادية تنير
دروب الأجيال نحو التمسك بالحق والدفاع عن قضايا الأمة بكل عزم وثبات.