نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية:
بقلم : قاسم الحجايا
لم يكن يعتقد الأردنيون أنّ اللامركزية التي كانوا يطالبون بها ما زالت تراوح مكانها ، حيث أنهم كانوا ينظرون إليها على أنها مرحلة جديدة في حياتهم وممارساتهم الديمقراطية باختيار ممثليهم في مجالس المحافظات ، وتحقيق ما كانوا يطمحون إليه .
مجالس المحافظات التي جرى انتخابها ما زالت تشكو ، والعديد منها أوقفت اجتماعاتها ، ولدى بعضها شعور بتغوّل جهات حكومية عليها ، وهي ترى بأنها مكتوفة الأيدي لا تستطيع فعل شيء ،وهي تعتقد بأن ما كانت ترمي إليه في السابق يختلف تماما عمّا هو عليه الآن .
موضوع اللامركزية برمّته تجربة جديدة في مجتمعنا ، صحيح أنها لم تواجه النجاح حتى الآن ،ولكن يجب التعلّم واستنباط العبر والدروس ، والعمل على فتح حوارات موسّعة في كافة أنحاء المملكة لمناقشة هذه الإشكالية التي ينظر إليها البعض بأنها واجهت الفشل ، في حين يرى آخرون بأنها تجربة وليدة ، ومن الصعب الحكم على نجاحها أو فشلها من المرّة الأولى .
اللامركزية ؛ طموح لكل الأردنيين للوصول إلى حالة تبعث الإرتياح في نفوسهم ، من حيث التخفيف عن المركز( العاصمة ) وتكريس هذا المبدأ بصورته الحقيقية ، لأن ما جرى حتى الآن مازال بعيدا عن الواقع .
كافة المهتمين بهذا الشأن من قوى سياسية واجتماعية وغيرها ، ما زالت تدعو إلى مزيد من النقاش حولها والخروج بنتائج قد تؤدي إلى صياغة قانون جديد يعمل على تطبيقها وترسيخها بفاعلية ، بحيث تتحول المحافظات إلى مايشبه الحكومات المحلية ، مع وجود برلمانات مصغرة خاصة بتقديم الخدمات للمواطنين وبما يخفف العبء عن مجلس النواب ليتفرغ لدوره الرقابي والتشريعي والسياسي .
إن بقاء الأمور على ما هي عليه يعني بكل وضوح عدم وجود نوايا جادة للتقدم بهذا الموضوع الهام إلى الأمام ،لأننا بذلك نسبب للمواطن المزيد من الإرباك ، وجعله يدور في حلقة مفرغة لا يعرف كيفية الخروج منها .