كان ممّا استعاذ منه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وعلّم المسلمين التعوّذ منه قهر الرّجال، وقهر الرّجال ليست حالةً مرضيّةً تستدعي تدخّلاً علاجيّاً لشفائها، ولكنّها ضيقٌ في الصّدر وكدرٌ يعتري الإنسان بسبب ظروف الحياة ومشاقّها، والمقصود بقهر الرّجال؛ أن يصل المرء إلى حالةٍ يعجز فيها عن جلب المنفعة والخير لنفسه، أو قدرته على دفع الضّرّ عن نفسه وأهله، وقد يلحق به بسبب ذلك مجافاة الأقارب وشماتة الأعداء؛ ممّا يولّد الهمّ الذي يضيق الصّدر به وتفقد به النّفس طيب العيش..
وقد أورد العلماء تفسيراً آخر قريباً ممّا سبق؛ أنّ قهر الرّجال قد قُرن بغلبة الدّين، وغلبة الدّين كثرة الدّين أو قلّته التي تجعل الإنسان يشعر بالضّعف والذّلّ أمام دائنيه، ويكون قهر الرّجال بتسلّطهم وتجبّرهم بالمدين بحقٍّ أو بغير حقٍّ، فإذا وقع المسلم في شيءٍ من هذا الهمّ والغمّ فعليه أن يُسارع إلى الدّعاء والتوجّه إلى الله تعالى، بأن يكشف ما أهمّه ويصرف عن قلبه الشّغل والهمّ، حتّى ينفّس الله تعالى كربه ويكشف ما أهمّه.
الخلاصة : وانت مع الله وانت في ذمة الله سيختفي قهرالرجال بسعادة الرجال.