في خضم الأحداث التي تمر بها فلسطين التاريخية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، وما تشهده من صمودٍ فلسطيني بطولي، ومقاومةٍ باسلة، وتحدٍ ملحمي لا مثيل له، في وجه بطش وقمع الاحتلال الصهيوني الذي يستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، مستخدماً أفتك أسلحته التدميرية، يتبادر للأذهان ما قاله الرئيس العراقي الأسبق الشهيد صدام حسين المجيد قبل ثلاثين عاماً: "أطلقت 39 صاروخ على إسرائيل وأتحدى قادة العرب أن يكملوها إلى 40".
نعم، لقد كان الشهيد صدام حسين المجيد على يقين بأن الفلسطيني وحده يدافع عن مهد الديانات السماوية.. وحده يدافع عن المسجد الأقصى مسرى الرسول ﷺ .. وحده يدافع عن كنيسة القيامة مقام المسيح عليه السلام.. واليوم نقول له: إطمئن أيها الشهيد المجيد في قبرك وفي جنتك، فها هو الفلسطيني أكمل صواريخك الـ 39، ليس إلى 40 فحسب، بل تعدّت الألف صاروخاً.
وفي المقابل، فإن الكيان الصهيوني كان وما زال يتغذّى على الصمت العربي والإسلامي والدولي لتحقيق أهداف سياسية وأمنية وعسكرية وإستراتيجية لا تخفى على أحد، وكان يتغذّى على رصاصنا الراجع الذي كان سبباً في وضعنا الفاجع لسنين طوال.
إلاّ أن محاولات الاحتلال لتثبيت سيادته على القدس تماشياً مع وعد ترامب، أفشلته سواعد الشباب المقدسي البطل الذي وقف في حيّ الشيخ جرّاح ومحيط المسجد الأقصى وقفة بطولية ملحمية أكّد فيها، أن ما من شيء يجعله يتراجع،أبداً . وما كان من شباب الضفة و الداخل المحتل ورجال المقاومة الباسلة في غزة، إلاّ أن يُلبّوا النداء ولسان حالهم يقول: " نحن الذهاب المستمر إلى القدس .. نحن الذهاب المستمر إلى الحرية واقتلاع الاحتلال".
ونتساءل هنا : أين "محور المقاومة" .. أين "محور الممانعة" من غزة وما يجري في فلسطين؟... أين مقترحو مناسبة يوم القدس العالمي مما يجري في القدس؟ .. والإجابة الوحيدة على هذه الأسئلة هي: وحده الفلسطيني يدافع عن مهد الديانات السماوية .. وحده الفلسطيني هو المقاومة والممانعة، وقد سقطت كافة الأقنعة.
في الوقت الذي يحتاج فيه الفلسطينيين إلى إسناداً في وجه قوات ومستوطني الاحتلال الصهيوني الهمجي البربري، يخرج علينا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ليقول: "أن السبيل الوحيد والعادل لحل أزمة القضية الفلسطينية هو الامتثال إلى إرادة أبناء هذه الأرض واجراء استفتاء شعبي"، ليسقط قناع ما يُسمّى بمحور "المقاومة والممانعة"، وتظهر أهدافهم الخفيّة إلى العلن في سلب القرار الفلسطيني المستقلّ، الذي ضحّى لأجله شعبنا بقوافل من الشهداء والجرحى والاسرى على طريق العودة والحرية والتحرير واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
لا مكان لأي أجندات غير وطنية في فلسطين بعد اليوم، وأحرار الشعب الفلسطيني قالوا كلمتهم الفصل .. وحده الفلسطيني من يدافع عن مهد الديانات السماوية.. وحده الفلسطيني من يقرّر مصيره ومن يقوده .. وحده الفلسطيني من سيحقّق الوحدة والتلاحم الوطني بين أبناء شعبه .. وحده الفلسطيني من سيحرّر المسرى والأسرى وكل شبر من أراضيه ويعود إليها مهما ابتعدت المسافات.