رزان البريجي- في
تاريخ الواحد والعشرون من تشرين ثاني/1920م وصل الأمير عبدالله الى معان واستقبل بحفاوة من قبل أعيان البلاد ووجهائها
وقادة الحركة العربية، وبقي فيها عدة شهور, ولكن, قادة الحركة حثوه الى التقدم
شمالا نحو عمان والتي اصبحت فيما بعد عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية, فاستجاب
الامير عبدالله ودخلها في الثاني من ايار لعام 1921 بكل عبارات الترحيب وشهدت
البلاد آنذاك عرسا قوميا لقدومه .
غضبت كل من
فرنسا وبريطانيا في ذلك الحين واتخذتا اجراءات معينة, قامت فرنسا بتعزيز قواتها
على الحدود السورية, أما بريطانيا حاولت بكل قوتها ان تعمل على اخراج الامير
عبدالله من المنطقة, في حين بينت له انها على استعداد لبحث القضايا العربية,
فالتقى الامير بتشرشل في القدس وتم الاتفاق بينهما على تأسيس امارة شرق الاردن,
أسس الامير عبدالله امارة شرق الاردن عام 1921 واعترف بها من قبل مجلس عصبة الأمم
كدولة تحت الانتداب البريطاني, واستبعدت الاراضي الشرقية من جميع الاحكام التي
تتناول الولاية على المستوطنات اليهودية, وبقيت البلاد وفي ذلك الوقت تحت الاشراف
البريطاني حتى عام 1946 .
استمر النضال الوطني على المستويين الرسمي والشعبي من أجل الحصول
على الاستقلال، وبقيت بريطانيا تماطل في تحقيق المطالب الوطنية إلى أن توجت هذه
الجهود بإعلان الى ان حقق مطلبهم,
تم الاعلان باستقلال الاردن تحت مسمى المملكة الاردنية الهاشمية,
يحكمها المؤسس عبدالله الاول بن الحسين, بالاضافة الى تعديل القانون الاساسي وذلك
من خلال المجلس التشريعي الاردني الذي عقد جلسته حينها بالرغبة في استقلال البلاد .
وفي الخامس والعشرون من شهر مايو لعام 1946 أعلن الاردن
بأنه مملكة مستقلة له سيادته بعد موافقة الأمم المتحدة على ذلك, وانتهاء الانتداب
البريطاني.
اعلن البرلمان الاردني الملك عبدالله الاول ملكا على الاردن, الذي استمر في الحكم حتى تم اغتياله في عام 1951 بينما كان يغادر المسجد الأقصى في القدس
منذ ذلك التاريخ شهدت المملكة الاردنية
الهاشمية تقدما في شتى الجوانب الاقتصادية, الثقافية, التعليمية, والاجتماعية على
المستويين الملحي والعالمي .
ولأن
استقلال الاردنيين رمز لعزتهم, ففي كل عام من تاريخ 25 مايو يقيمون الاحتفالات,
وتتزين شوارعهم ومقرات عملهم بالعلم الاردني وشعارات استقلال المملكة, بالاضافة
الى عبارات الفخر والاعتزاز بالوطن والوحدة الوطنية.
واليوم الثلاثاء من عام
2021 يحيي الاردنيون الذكرى الخامسة والسبعون لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية.