عذراً ياقدس على هذا البوح ..... فلست بشاعر .... مع أن الشعر لم يعد سيفاً ... يسعف أفواه المستغيثات الحرائر.... الحرائر بحاجة إلى سيف بتار ... ومواقف رجولة .... وتضحيات جسورة ... في عصر يجري فيه سحب بساط الانتماء الصادق... والولاء الحق... من تحت أقدام الوفاء والإخلاص والبسالة والأصالة ... وتُهمَّشُ فيه الكفاءة ... وتُصَادَرُ فيه مشاعر الوطن ... ولا تُقَدَّرُ فيه كرامات الشهادة .... بل تُحطَّمُ فيه أفكار الإبداع والإرادة ... وتتمدد فيه أجنحة النفاق والشللية والمحسوبية .... والعيون عن القدس زائغة إلا من رَحِمَ ربي ...
إليك عني يا عنترة .... فالموقف الأردني الهاشمي ما زال المفخرة ............
لقد ماتت الأحلام في قاعات التفاوض والانتظار..... وترجل الفرسان عن خيلهم .. وأصبحت ساحات الوغى خالية ... بل مُقْفِرة .... لكن... الأمةَ ولودٌ ...... وما زال هناك أسودٌ .... يؤمنون بأن المجد إما صدارة أو مقبرة....
إليك عني يا عنترة ......
مرّت سنونٌ....وأنا أروي ورود الأمل في السلام ....أو بانتظار صلاح الدين ... ولكن عذراً ياصلاح الدين .. بعد اليأس .. لن أتخلى عن عروبتي...رغم أن بعض العروبة – بكل أسف - صارت مسخرة ...
سئمت مساحيق الوجه ... وزينة الأصائل ... وإن غارت مني العيون... في وحشة الظلام ... وتغول الإجرام ... وانهزام الأعراب ... فإن الشهادة عندي مطلبُ حقٍ ... أما الحياة عندي .... فقد أصبحت لا تساوي خردلة .
إليك عني يا عنترة ......
أصبحت الزعامات مطايا .... والقيادات سبايا .... والحرمات ضحايا ... وقد تمطى الكراسي همايا ... والسياسات خذلان وسمسرة .... لكن.... ما يُسرِّيَ عني... أن الموقف الأردني الهاشمي ما زال المفخرة ...
إليك عني يا عنترة ......
لقد تقسَّمت الأوطانُ سرايا ... وصارت الأهدافُ والمصالحُ خبايا .... وقد أخذ الباطل جولات وصولات .... ولم يعد للرجولة والشجاعة ولا للعروبة وقفات....حتى اختلط الحابل بالنابل .... وأصبحت الأمور سباقاً وادِّعاءاتٍ ... بل أصبحت شوشرة ....
إليك عنّي يا عنترة ......
في زمن الذل والخنوع .... وإشاعات الخوف والجوع ... تبخرت الأحلامُ .... وتكسرت الراياتُ... وصارت فلسطينُ قضايا مبعثرة .....
عذراً ... قدسنا ...
فلم يظهر فينا عمرٌ .... ولا خالد ٌ... ولا سعدٌ .... ولا صلاحُ الدين بعد ..... وما زال فكرنا متحجر ... مأسور للمصالح ..... لكن ما يعزينا ... أن الموقف الأردني الهاشمي ما زال المفخرة ...
لكن .. إليك عنّي يا عنترة ......
إن الأمل كبير .... والأمة ولودٌ .... وهناك ما زال أسود... يؤمنون بأن المجد : إما صدارة أو مقبرة ...
إليك عنّي يا عنترة ...... ويلي عليك يا عنترة ... لكن ... ما زال الموقف الأردني الهاشمي هو المفخرة.....