لا أدري لماذا تبادر لذهني حال سماعي للتصريح صريع الأمل "أن أجمل أيام الأردن لم تأت بعد" ذاك المشهد ونحن صغار عندما كانت تزور شاحنة المشروبات الغازية الدكان الوحيدة في قريتنا.
كنت انطلق مع ثلة الأشقياء لنركض خلفها بما أوتينا من سرعة علنا نخطف منها قنينة، خضراء سوداء حمراء لا يهم ، هكذا خيل لنا تفكيرنا الطفولي، هيا اركضوا هاهي الصناديق تترجرج، لابد أن شيئا سيسقط من الشاحنة وننعم بنكهة المشروب الفوار الذي نتمناه ولا نستطيع الحصول عليه شرعيا.
في كل مرة نفشل فيها، اطمئن فرقتي المتعطشة للأمل أن المرات المقبلة كفيلة بنجاح المحاولة، فالأيام الأجمل لم تواتينا بعد كل هذا الجري المضني، سنحصل على ما نريد مهما أسرع سائق الشاحنة ولاذ بسراب الطريق المقفر بأتحاه القرية الأخري البعيدة... المفارقة انه عندما صارت لدينا إمكانية شراء تلك المشروبات،اعرضنا عنها و عافتها نفوسنا ولم نعد نرغب بها، فلقد تدنت درجة فورانها وتغيرت نكهة مذاقها، وبهتت بهجتها.. مع بداية وصولنا إلى الغد الأجمل الذي كنا نعتقد به آنذاك .... لا أدري مالمقصود بالغد الأجمل ولمن هو ؟! أتراه لنا نحن أم لهم.. .!!!!