خمس من الفرائد النفيسة تتعمشق على سفح شيحان الشمالي الشرقي " المغير ، وابو ترابه ، ومسعر ، والعالية ، واريحا " ، تغازل الضباب وتناجي انحناءات الطريق ، " شيحان اجثو على سفح له رقدت فيه المفاخر ازماناً فلم تنم " .
خمس حوريات تغفو على كتف الموجب اليماني ، كأرجوحة تتضوع الحب ممشوقة على ذرى شيحان ، تقرأ تفاصيل المكان وسحره وروعته ، كياسمينة تطل برأسها ، وتتدلى باكمامها الواسعة وجذورها الضاربة في عمق المكان لتنهل من بحيرة السد ليرتوي النسغ الشريف من بني عقبة من جذام من قحطان :
" يا طير يا خفاق تحمل سلامي من بعد شقر وصفهن عشمريات
دقاق الحوافر والعنق كالنعامي طيور الشياهي كودها بلا جناحات
لربع ما بين الخلايق احشامي وساع الصدور بيوتهم كالمزارات
للعمرو عمرو الخير والدم حامي والصيت طيب والمراجل سجيات
والعمرو كل العمرو طيب وطولات هل الظفر ويوم الشحايح كرامي " .
قيل ان العمرو كانت منازلهم في يوما ما من شقرا ونعما في منطقة تبوك الى شفا بدران في عمان :
" حنا شعاع الشمس والليل خسران
حنا الليالي لاقبلن ما وطنا
حنا غدير يعشقه كل ضميان
حنا غرام والعذارى هونا
حنا الكرم والطيب شايب وشبان
حنا العمرو يومن لنا المجد غنا
حنا سيوف هابنا كل خوان
حنا السنين الماضية من يكنا " .
وقيل ايضا ان نفوذهم كان يمتد من شاما " الصحراء السورية " الى داما من ضواحي ضبا :
" يا بنت ما نرضى المهونة والاضعاف
ولنا على روس المشاريف صيحه
فينا صفات الطيب يا بنت وواصاف
ما تنطبق في غيرنا يا مليحه " .
المرجح أن هجرة بني عقبة من الحجاز الى الكرك كانت في القرن السابع عشر :
" حنا بني عقبة تشهد لنا سروج الخيل سروج الركايب فزعة اللي نوده " .
وتبقى عشائر العمرو موجة على فم الموجب يسكنها المد والجزر ، خفراء على بوابة خشم العقاب في اقسى تضاريسها ، لا تغفو لهم عين ولا يعتريها وسن " المصاطب والعلالي يشهدن انا حميناها من الجال المخيف " .