الحديث عن الصحة النفسية لهذه الفئة ( طلبة المدارس من الروضة وحتى المرحلة الثانوية ) ليس بالأمر السهل، فهي مراحل عمرية تمتد من الطفولة المبكرة حتى المراهقة المتأخرة ، وتحتاج إلى رعاية وعناية وجهد كبير من أشخاص مختصين وممارسين ، يستطيعون إدراك وفهم متطلبات المراحل النمائية المختلفة، ثم العمل على تطوير مهارات الطلبة في فهم ذواتهم فهم منطقي وواقعي وموضوعي يمكّنهم من تقبل وتقدير ذواتهم،و من خلال تدريبهم على مهارات التواصل الفعال بطريقة تحفظ استقلاليتهم وتبرز هويتهم وتمكنهم من التفاعل الإيجابي وبناء علاقات إيجابية مع الأخرين . ثم تأتي مساعدتهم على تحقيق النمو والتطور الشخصي وتبلور الذات المهنية عندهم من خلال التوعية وتوضيح المسارات المختلفة والتي تناسب ميولهم وقدراتهم الشخصية والمهنية بحيث تصبح خارطة طريقهم نحو المستقبل واضحة المعالم .
ويتواصل الدعم المستمر لتحقيق التمكين الشخصي لهم، بحيث يدرك الطالب مع نهايات هذه المرحلة والأستعداد للمرحلة الجامعية أنه يسير نحو تحقيق
أهدافه والسيطرة على بيئته مما يحقق معنى وهدف لحياته.
وإذا نجحنا وتمكن الطلبة من تحقيق ماسبق يتحقق لهم ما يعرف بالرفاه النفسي ليصبحوا أفراد مجتمع منتمين ومنتجين مؤثرين ومتأثرين ببيئاتهم.