في قلب صحراء الجنوب، بمنطقة الفجيج في بلدة القادسية بمحافظة الطفيلة، تقف شجرة الطيار صامدة بوجه الظروف القاسية، تجسد لنا تاريخاً عريقاً وحقبة منصرمة من الأحداث والحكايات.**
تعتبر شجرة الطيار رمزاً للبقاء والتشبث بالأرض الأردنية الغناء، حيث عاشت مع الآباء والأجداد وتفيأ بظلالها قادة المعارك الإسلامية. يروي التاريخ أن حجاجاً من بلاد الشام وتجاراً من مختلف بقاع الأرض كانوا يتفيأون بظلالها، لتظل الشجرة شاهدة على مرور الزمن وتقلباته.
وتشير الروايات إلى أن هذه الشجرة المباركة سميت نسبة إلى الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، المعروف بجعفر الطيار رضي الله عنه، أحد قادة معركة مؤتة التي جرت في العام الثامن من الهجرة (629 م). ويقال إن جعفر الطيار ومعه قادة الجيش استظلوا تحت هذه الشجرة قبل المعركة. كما يُذكر أن استشهاد الصحابي الحارث بن عمير الأزدي، رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك بصرى البيزنطي، تم بالقرب من هذه الشجرة، حيث يقع مقامه شمالها على نفس الاتجاه المؤدي إلى مؤتة.
تظل "شجرة الطيار" رمزاً حياً لتاريخ الأردن العريق وقصصه التي لا تزال تروى عبر الأجيال، لتبقى شاهدة على أحداث مضت وذكريات لا تنسى.