في مبادرة فريدة من نوعها، فتحت مدرسة السلام بالفيوم التابعة للأمانة العامة لمدارس سنودس النيل الإنجيلي أبوابها لاستقبال طلاب مدرسة الأمل للصم والبكم في يوم مميز، يعبر عن التزام المدرسة الراسخ تجاه دعم ذوي الهمم وتمكينهم من الانخراط الفعّال في المجتمع. جاءت هذه الزيارة لتجسد قيمة عظيمة؛ هي أننا جميعًا جزء من نسيج واحد، نعيش ونتعلم معًا دون حواجز.
وبكل حفاوة، استقبلت مديرة المدرسة الطلاب الضيوف، معبرةً عن فخرها بشجاعتهم وتحديهم للصعاب، مؤكدةً أن مدرسة السلام بالفيوم هي بيتهم الثاني الذي يحتضن طموحاتهم وأحلامهم. وقد بدأت الفعاليات بجولة تعريفية اصطحب فيها طلاب السلام ضيوفهم إلى معامل العلوم حيث خاضوا تجارب تفاعلية تلبي احتياجاتهم الفريدة وتدعم فضولهم العلمي. كما تضمنت الزيارة محطة خاصة في معامل الحاسب الآلي، تتيح لهم التعرف على أحدث البرامج التعليمية التي تساهم في تسهيل عملية التعلم.
وفي واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا، تواصل طلاب السلام وطلاب الأمل عبر لغة الإشارة، مما خلق حوارًا صامتًا ولكن عميقًا، تجاوز الكلمات ووصل مباشرة إلى القلوب. مشهد مُلهِم جسّد أسمى معاني التواصل الحقيقي، وأكد أن لغة التفاهم والمحبة هي اللغة الأقوى.
واختتمت الزيارة بجولة على ملعب المدرسة، حيث شارك الطلاب أنشطة ترفيهية متنوعة، جمعت بين المرح وبناء روح الفريق، في لحظة تعبر عن الشراكة المجتمعية وتعزز من قيم التعاضد والمحبة.
بهذا اليوم المميز، أكدت مدرسة السلام بالفيوم أنها ليست فقط مؤسسة تعليمية، بل منارة للشمولية والاحتواء المجتمعي، وأنها حاضنة لكل طالب مهما كانت احتياجاته، في تجسيد حيّ لقيم التفاهم، الحب، والاحترام التي يجب أن تكون أساسًا في مجتمعنا.