في كل مجتمع، هناك شخصيات تفرض حضورها بقوة، ليس بالمنصب ولا بالثروة، بل بالعمل الدؤوب والالتزام تجاه الناس. إبراهيم سليمان الجعارات، الرجل الذي لم يسعَ وراء الألقاب، لكنه أصبح عنوانًا للإصلاح والعطاء، يختصر قصة نجاح فريدة تمتد بين العمل الحكومي، التدريب، والخدمة المجتمعية.
من وزارة السياحة إلى وزارة الشباب
وُلد إبراهيم الجعارات عام 1986، وبدأ مسيرته في وزارة السياحة الأردنية، حيث تنقل بين عدة اختصاصات وأقسام، مُكتسبًا خبرة واسعة في هذا القطاع الحيوي. لكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، فانتقل إلى وزارة الشباب ليكمل رحلته في خدمة المجتمع، محققًا إنجازات لافتة. حصل على رخصة الإنقاذ الدولية في تدريب السباحة والإسعاف الأولي، ليصبح جزءًا من كبرى الشركات السياحية في الأردن، حيث أسهم في تأهيل الشباب وتمكينهم في هذا المجال.
إصلاح ذات البين.. رسالة لا تجارة
رغم نجاحه المهني، إلا أن الجعارات لم يكن مجرد موظف في قطاعي السياحة والشباب، بل كان رجل إصلاح من الطراز الأول. اختار أن يكون وسيط خير في النزاعات العشائرية، مؤمنًا بأن التماسك المجتمعي لا يُشترى بالمال، بل يُبنى بالعقل والحكمة. حلّ العديد من القضايا الشائكة، دون أن ينظر إلى مقابل مادي، مكتفيًا بثواب الله ومحبة الناس.
محبوب بين الناس.. وقريب من الشباب
من النادر أن تجد شخصًا يجمع بين الحزم والمرونة، بين القيادة والقرب من الناس، وهذا ما جعل الجعارات شخصية تحظى بتقدير خاص داخل عشيرته وخارجها. علاقته القوية بفئة الشباب جعلته مثالًا يُحتذى به، فهو ليس مجرد مختار يُصدر القرارات، بل رجلٌ حاضرٌ في تفاصيل الحياة اليومية، يستمع، يناقش، ويوجّه.
المختار.. استمرار لمسيرة العطاء
اليوم، يحمل إبراهيم سليمان الجعارات لقب "المختار"، لكنه لم يغير من نهجه شيئًا، فلا يزال ذلك الرجل الذي يفتح بابه للجميع، يُصلح بين الناس، ويعمل بصمت. في زمنٍ يبحث فيه كثيرون عن الألقاب، كان هو العنوان الحقيقي للخدمة المجتمعية، حيث اختار أن يكون صانع تغيير لا متفرجًا على الأحداث.
إبراهيم الجعارات ليس مجرد اسم، بل نموذجٌ يُدرّس في الالتزام، العمل، والإصلاح. هو قصة نجاح أردنية نابعة من قلب المجتمع، رجلٌ جمع بين الحداثة والتقاليد، وبين الوظيفة والخدمة العامة، وبين الحكمة والشجاعة. في عالمٍ يضج بالألقاب الفارغة، يثبت الجعارات أن القيمة الحقيقية ليست في المناصب، بل في الأثر الذي تتركه في قلوب الناس.