وفد مغربي
يضيء «ملهمات المستقبل».. وهـدى خلوقي في قلب الحدث
نيروز
– محمد محسن عبيدات
في مشهدٍ
يعكس عمق الحضور المغربي الأصيل، ويجسد الدور الريادي للمرأة العربية في الدبلوماسية
الثقافية، برز اسم السيدة هدى خلوقي كواحدة من النماذج الملهمة خلال مشاركة الوفد المغربي
في مؤتمر «ملهمات المستقبل: المرأة فارسة الدبلوماسية» الذي استضافه الأردن، حيث شكّلت
حضوراً فاعلاً ومؤثراً، وجسراً حقيقياً للتواصل الثقافي والإعلامي.
السيدة
هدى خلوقي، ممثلة الجالية المغربية المقيمة في الخارج، وعضو جمعية المحافظة على التراث
التقليدي المغربي، وعضو مجلس العلاقات الدولية – فرسان السلام، لم تكن مشاركتها مجرد
حضور رسمي، بل حملت معها رسالة ثقافية متكاملة، جسّدت من خلالها روح المغرب، وتاريخه،
وذاكرته الشعبية، وأصالته المتجذرة في تفاصيل الحياة اليومية.
وخلال
فعاليات المؤتمر، قدمت السيدة خلوقي معرضاً تراثياً مميزاً، ضم تشكيلة واسعة من المنتجات
المغربية التقليدية، شملت الحلويات التراثية، والعطور الأصيلة، والشاي والقهوة المغربية،
إلى جانب معرض خاص بالملابس التراثية التي عكست جمال القفطان المغربي وتنوعه، ولم يقتصر
المعرض التراثي الذي أشرفت عليه السيدة هدى خلوقي على الحلويات والعطور والشاي والقهوة
والملابس التقليدية فحسب، بل امتد ليشمل النحاسيات المغربية الأصيلة التي عكست براعة
الحرفي المغربي، بما تحمله من نقوش يدوية دقيقة تحكي تاريخ البيوت العتيقة والأسواق
الشعبية، إلى جانب عرض مميز لـ أنواع البخور المغربي ذات الروائح الدافئة والعميقة،
التي شكّلت جزءاً من الذاكرة الاجتماعية والطقوس اليومية في الثقافة المغربية. وقد
أضفت هذه التفاصيل بعداً حسياً وثقافياً على المعرض، جعل الزائر يعيش تجربة مغربية
متكاملة، تنبض بالأصالة وتلامس الوجدان.
ولم تكن
هذه التجربة عملاً فردياً فقط، بل جاءت بروح عائلية تشاركية، حيث رافقتها شقيقتها السيدة
نادية خلوقي، مصممة الديكورات المنزلية، التي أضفت لمسة فنية وجمالية على العرض، مؤكدة
أن الإبداع حين يتوارث يصبح أكثر رسوخاً وتأثيراً.
وشارك
إلى جانب السيدة هدى خلوقي وفد مغربي مميز، ضم نخبة من الكفاءات النسوية والرجالية،
هنّ: الأستاذة تجعونت حنان، والسيدة سميرة الإبراهيمي مصممة الأزياء المغربية العالمية،
والسيدة إدريسي البوزيدي رشيدة مديرة أعمال قفطان، والسيدة بولامية حبيبة، إلى جانب
السيد بنواحي إدريس، حيث شكّل الوفد لوحة متكاملة من التنوع والخبرة والاحتراف.
وتُوّجت
هذه المشاركة بعرض أزياء مغربي استثنائي قُدّم على هامش المؤتمر خلال الأمسية التراثية
الإماراتية، حيث خطف العرض الأنظار ونال إعجاب الجميع، وهو يُقدَّم على أنغام الأغنية
التراثية الشهيرة «قفطانك محلول يا ليلى»، في لحظة امتزج فيها الفن بالتراث، والهوية
بالفرح، والذاكرة بالحاضر.
وفي هذا
السياق، كان للسيدة هدى خلوقي دور محوري لافت، إذ شكّلت حلقة الوصل الإعلامية مع وكالة
نيروز الإخبارية، وأسهمت بنقل المعلومات والتفاصيل بدقة ومهنية، ما عزز من حضور الوفد
المغربي إعلامياً، ورسّخ صورة إيجابية عن المشاركة المغربية، وأكد أهمية الدور الذي
يمكن أن تؤديه المرأة في العمل الإعلامي والثقافي والدبلوماسي معاً.
إن قصة
السيدة هدى خلوقي ليست مجرد مشاركة في مؤتمر، بل قصة نجاح حقيقية لامرأة آمنت بأن التراث
رسالة، وبأن الثقافة جسر، وبأن الإعلام شريك أساسي في إيصال الصوت والصورة. وهي نموذج
للمرأة المغربية والعربية القادرة على تمثيل وطنها، وصون هويته، وبناء علاقات إنسانية
وثقافية عابرة للحدود، بروح السلام والانفتاح والتعاون.