تُعدّ سالي الأسعد واحدة من الأسماء البارزة في المشهد الإعلامي الأردني والعربي، إذ استطاعت، عبر أكثر من عقدين من العمل في الإعلام التلفزيوني والإنتاج الإخباري والتدريب القيادي والاتصال المؤسسي، أن تبني حضورًا مهنيًا راسخًا يجمع بين القوة والاتزان، ويوازن بذكاء بين العمل الإعلامي الميداني، والإدارة المؤسسية، والتأثير الرقمي والفكري على مستوى المنطقة.
بدأت سالي الأسعد مسيرتها الإعلامية من خلال البرنامج الجماهيري الأشهر «يسعد صباحك»، حيث أطلت على الشاشة الفضائية الأردنية كوجهٍ جديد قبل أيام قليلة من تخرّجها في جامعة عمّان الأهلية، حاصلة على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم الإدارية. وقدّمت منذ ظهورها الأول نموذجًا مختلفًا للمذيعة الشابة، القادرة على الجمع بين العفوية والحضور المهني، والوعي بقيمة الرسالة الإعلامية. وشكّلت هذه التجربة محطة مفصلية في مسيرتها، أسهمت في صقل مهاراتها التقديمية وبناء علاقتها الأولى مع الجمهور، لتترك بصمة لافتة في الذاكرة التلفزيونية الأردنية، وتؤسّس لانطلاقتها نحو تجارب إعلامية أوسع وأكثر تأثيرًا.
وفي المشهد الرقمي، تُعدّ سالي الأسعد من أوائل الإعلاميين العرب الذين انتقلوا مبكرًا إلى عالم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وظّفت خبرتها التلفزيونية الطويلة في بناء حضور رقمي مهني ومؤثّر. وقدّمت عبر منصّاتها محتوى معرفيًا وقياديًا يعكس رؤيتها في الاتصال وصناعة التأثير، لتصبح حساباتها مساحة فاعلة للحوار والتثقيف والإلهام، تجمع بين المهنية العالية ومتطلبات العصر الرقمي، وتبني جسرًا راقيًا بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد.
وتتبوأ الأسعد اليوم موقعها مديرًا عامًا لمجموعة الليث الإعلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي المجموعة التي شاركت في تأسيسها عام 2005، وأدارت من خلالها واحدًا من أكبر مراكز الإنتاج الإخباري والتلفزيوني في المنطقة. وخلال مسيرتها داخل المجموعة، أسست وبنت غرف أخبار متكاملة، وأدارت فرق المراسلين والإنتاج والبث، وأشرفت على التغطيات الرسمية والفعاليات الكبرى، ووضعت الهياكل التحريرية والتنظيمية، وقادت مشاريع إعلامية معقّدة على المستويين المحلي والإقليمي.
وقد رسّخت مجموعة الليث موقعها كشريك مهني موثوق لعدد كبير من المؤسسات الإعلامية العربية والدولية، كما شكّلت بيئة تدريبية واحترافية تخرّج عبرها، وعلى يد سالي الأسعد، عدد من نجوم الإعلام في الأردن والعالم العربي.
ومن خلال مكتبها الإعلامي وشبكة فرقها المهنية، أشرفت سالي الأسعد على أعمال وتغطيات وتعاونات مع نخبة من القنوات العربية والدولية، من بينها:
BeIN Sports، العربية، MBC، تلفزيون الكويت وقناة الكويت 2، الكأس، أبوظبي للإعلام، دبي TV، BBC، BBC Arabic، France 24، القناة السعودية الأولى، تلفزيون البحرين، وتلفزيون سلطنة عُمان.
إلى جانب تغطيات رسمية لفعاليات وهيئات دبلوماسية ورياضية وحكومية رفيعة المستوى في الإمارات والخليج، ومشاركتها في تغطية قمم ومناسبات وطنية ودولية شكّلت محطات مفصلية في المشهد الإعلامي العربي.
ويُعدّ بودكاست SallyTalks أحد أبرز المشاريع الإعلامية التي أطلقتها سالي الأسعد عبر استوديوهات مجموعة الليث، وهو سلسلة حوارية رقمية تجمع بين العمق الإنساني والرؤية الفكرية، وتستضيف شخصيات عربية بارزة في الإعلام، وريادة الأعمال، والثقافة، والفنون، والطب، والقيادة المجتمعية. وقد نجحت من خلاله في ترسيخ أسلوبٍ حواري يقوم على الإنصات، وكشف التجربة الإنسانية خلف النجاح، والابتعاد عن الاستعراض والمحتوى السطحي، لتقدّم نموذجًا راقيًا للمحتوى العربي الملهم والمستنير.
إلى جانب حضورها التلفزيوني والمؤسسي، تُعدّ سالي الأسعد واحدة من أبرز المدرّبات العربيات في مجالات مهارات المتحدث الرسمي، والظهور الإعلامي والبث المباشر، والكاريزما القيادية (Code Charizma)، والبروتوكول والإتيكيت الرسمي والدبلوماسي، ومهارات الخطاب والإقناع والاتصال المؤسسي، وإعداد القيادات للتعامل مع الإعلام والمشهد الرقمي. وقد قدّمت برامج تدريبية نخبوية لكبار المسؤولين وصنّاع القرار والقيادات الحكومية والدبلوماسية في الإمارات والأردن ودول الخليج، على مدار أكثر من اثني عشر عامًا.
ويأتي مشروع «أنتِ الأثر» كأحد أهم المبادرات التدريبية والقيادية في مسيرتها، وهو برنامج موجّه للنساء وصاحبات الطموح، يهدف إلى تمكينهنّ من اكتشاف قوتهنّ الداخلية وبناء حضورٍ قيادي واعٍ في الأسرة والمجتمع وبيئة العمل. وقد أسهمت المبادرة في تعزيز الوعي القيادي لدى مئات السيدات في الأردن والعراق والإمارات، مؤكدة أن المرأة ليست جزءًا من المشهد فقط، بل هي الأثر ذاته.
وعلى صعيد المبادرات الوطنية، تبرز مبادرة «اعرف بلدك» بوصفها واحدة من أكثر المبادرات تميّزًا في مسيرة سالي الأسعد، إذ تجسّد رؤيتها في تعزيز الهوية والانتماء لدى أبناء الأردنيين المغتربين. وانطلقت المبادرة من دولة الإمارات، مستهدفة الفئة العمرية من 8 إلى 16 عامًا، عبر برنامج ثقافي وسياحي يربط الأجيال الجديدة بتاريخ الأردن وتراثه ومجتمعه، من خلال رحلات تفاعلية وتجارب ميدانية حيّة. وقد حظيت المبادرة باهتمام رسمي وإعلامي واسع، لما أحدثته من أثر إيجابي في ترسيخ الهوية الوطنية وتعميق الارتباط بالوطن الأم.
ويتابع سالي الأسعد عبر منصّات التواصل الاجتماعي أكثر من مليون ونصف المليون متابع من مختلف دول المنطقة، حيث توظّف خبرتها الإعلامية في صناعة محتوى معرفي وقيادي يلهم الشباب وصنّاع التأثير وروّاد العمل المؤسسي، ويجمع بين المهنية والتأثير الثقافي والاجتماعي.
وبهذه المسيرة الثرية والمتعددة الأبعاد، تمثّل سالي الأسعد نموذجًا متقدمًا للإعلامية الأردنية التي جمعت بين الحضور التلفزيوني الراسخ، والقيادة المؤسسية الواعية، وصناعة التأثير الفكري والرقمي، في معادلة متوازنة جعلت من تجربتها علامة فارقة في المشهد الإعلامي العربي. فقد أدارت حضورها المهني بوصفه رسالة قبل أن يكون مهنة، ورأت في الإعلام أداة بناء ووعي ومسؤولية، لا مجرّد منبر أو ظهور عابر.