نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية.
بقلم خالد المجالي
منذ ايام لا يغادرني منظر ذلك التونسي الذي تجاوز العقد السادس من عمره مد
وهو يقول " لقد هرمنا " ولا شك عندي ان جلالة الملك سمع تلك المقولة من
ذلك التونسي تعبيرا عن فقدانه الامل في الاصلاح والحياة الفضلى ، ولعلي
اليوم كمواطن اردني اكرر ما قاله التونسي : لقد هرمنا يا جلالة الملك وما
زلنا نسمع الوعود في الاصلاح والحياة الفضلى .
اليوم لن نكرر ما كتبناه سنوات طويلة من مناشدات واقتراحات اصبحت ثقيلة
على مسامع اصحاب القرار فقد " هرمت اقلامنا وقاربت على الجفاف " وكما
يقال لا حياة لمن تنادي ، فلا قرار حقيقي وجاد باتجاه الاصلاح او وقف
التراجع الخطير الذي بات يهدد الدولة واستقرارها ، لا بل لعلي اقول اصبح
يهدد وجودنا كدولة اردنية وغدت الاشاعات تنهش فينا صباح مساء .
اليوم للاسف اصبح الشعب الاردني ينتظر " نتائج " ما وصلنا اليه واصبح
مستعدا لاي احتمال ولا يستبعد تغيرات جذرية في الثوابت في ضوء انطفاء
النور في نهاية النفق ، ومخطئ من يعتقد ان الشعب الاردني ما زال مستعدا
للتضحية في سبيل " استمرار نهج اهدر مقومات دولته وحطم آمال ومستقبل
ابنائه وكل همه ان يحافظ على افراد استباحوا الوطن والشعب دون رادع ديني
او اخلاقي او قانوني " .
يا جلالة الملك نعلم ان لديكم دوائر اعلامية وامنية ومستشارين ، ومع كل
ذلك نتساءل : هل استطاعوا ان ينقلوا لك حقيقة ما يدور في الشارع الاردني
، ان وصلك شيء فهو مجرد قشور وليس جوهر الحال ، حتى بت اشعر ان القناعة
لديكم اليوم ان الشعب الاردني ما زال قادرا على مزيد من تحمل الاعباء
وتقبل فشل السياسات لا بل وقبول من لم يحافظوا على الامانة .
الحقيقة يا جلالة الملك ستجدها بين السطور اذا استعرضت ما كتبه الكثير من
ابناء الشعب الاردني خلال الشهر الماضي وانت خارج الوطن ،، وتذكر يا
جلالة الملك ان ما ستجده هو مجرد عينة لكنها تمثل غالبية صامتة وليس كما
تقول لك التقارير ان هذه فئة لا ثمثل الا نفسها ، او انها باحثة عن مكسب
مادي او معنوي ، او مدفوعة من الخارج ، وكأننا ما زلنا نعيش في زمن "
شوهد ضاحكا " .
يا جلالة الملك لقد تابعت ردود الفعل على حديثك في مجلس الوزراء الاخير ،
ولو كنت في مكان المسؤولية الوطنية لكتبت لك حقيقة تلك الردود ، ومع ذلك
ساكتب من باب حقي كمواطن للوطن حق عليه ولكم ايضا ، معظم الردود تعكس
فقدان الامل بغد افضل ، اما من نسج القصائد مادحا فهم اما متنفعون في
مواقعهم او من الاعلام المحكوم بالقبضة الامنية او المصلحية .
لن اطيل فعندي الكثير ليقال ويكتب وساختصر مقالي اليوم بتكرار عبارة
التونسي مرة ثانية " لقد هرمنا " يا جلالة الملك فلا يمكن ان نقتنع اليوم
ان هناك تغيرا ما لم نشاهد فعلا قوانين مستعجلة للاصلاح السياسي والغاء
التعديلات الدستورية ومشاهدة كل الاسماء المتورطة بملفات الفساد خلف
القضبان واعادة ما نهب من اموال الشعب ، وحتى نبدأ لا بد من صاحب ولاية
لا ينتظر التعليمات والضوء الاخضر فلا حاجة لنا بموظف درجة عليا او كبير
موظفين ارهقوا الدولة وساهموا بما وصل اليه الوطن واكبر همهم المزيد من
الجباية غير القانونية وغير الاخلاقية .