نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية : الدكتور عديل الشرمان.
الى الباحثين عن العلياء والى الساهرين الليالي, ليس في الاردن وحسب بل في كل بلدان العالم, الى الباحثين عن الرفعة والمكانة والتقدم , وحتى تصبح مسؤولا كبيرا ( وزيرا, مديرا, قائدا) , وهي مواقع حساسة وصعبة المنال, فانك تحتاج الى استعمال اقصى طاقاتك, وتوظيف امكاناتك, وبذل الجهود, وعرق الجبين, ومواصلة الليل بالنهار كدا وتعبا, يجب ان تتشكل لديك القناعة التامة التي لا يساورها ادنى شك انك بغير هذه المواصفات والمقومات, والسمات والخصائص الشخصية لن تصل الى ما تريد, ولن تصبح مسؤولا كبيرا ومهما في وطنك, واليك هذه النصائح العشر:
اولا.
بجب ان تقنع بشكل تام انه لن يكون لك من اسمك او لونك او عرقك او طيفك او دينك او علاقاتك نصيبا فيما يمكن ان تصبح عليه مستقبلا , ولن يكون بمقدورك في اغلب الاحيان ان تصبح مسؤولا كبيرا اذا اعتمدت على مكانة والدك, او اخيك, او كنت قريبا لاحد المسؤولين الكبار, او من عائلة مرموقة اعتاد افرادها الوصول الى مواقع الكبار وصناع القرار, وحتى تصل فان ابناء الحراثين ورعاة الاغنام ممن جدوا وتعبوا وسهروا وقدموا واعطوا, ولم تفتر لهم همة, ولم ينثني لهم ساعد, هم دائما لهم الاولوية والاحقية في ان يصبحوا مسؤولين كبار وقادة, لأنهم الاولى في حمل الامانة وادائها على اكمل وجه , وهذه اولى واهم الحقائق التي يجب ان تعرفها وتؤمن بها ايمانا مطلقا.
ثانيا.
يجب ان يكون لسانك عفيفا وطليقا حرا ناطفا عسلا, ولا ينطق الا بالحق, وان لا تقول فيه ما ليس بقلبك, وليس مداهنا معسولا, فعفة اللسان دليل الاخلاق, وهل يكب الناس على وجوههم الا حصائد السنتهم , اللهم طهر السنتنا وقلوبنا من النفاق والرياء.
ثالثا.
ان تكون ذو سيرة حسنة في عملك, مجدا في ادائك, الاخلاص منهجك, وان ترقى الجبال مصاعبا حتى ترقى بك, وتنال معزة الفاعل وتصبح مفعولا به مسؤولا , فالعمل الجاد يوصلك للنجاح, وان لا تأنس وتركن الى الكسل والتخلف عن ركب العمل الجاد.
رابعا.
يجب ان تكون طاهر القلب, نظيف اليد , امينا على ما تملك , امينا في قراراتك, امينا على ما تملك, امينا على اسرار وطنك, محافظا على الامانة التي اوكلت اليك, وتؤمن بانك محاسب عليها امام الله, ومن هنا جاءت تسمية ( امين عمان, وامين الصندوق, وامين عام الوزارة...الخ) , وعلى مقربة من هذه التسميات يردد الناس مقولة ( امانتك يا حجة) .
خامسا.
المرأة مقدرة معززة ومكانتها في الاسلام كبيرة, والنساء شقائق الرجال, ونصف المجتمع ,والام مدرسة, لذا احرص عل علاقتك بالجنس الآخر , وان تكون العلاقة مبنية على الاحترام والتقدير لدور المرأة, ومبنية على الاخلاق , ومتوافقة مع الخلق والدين, ولا تقنع بالمثل القائل( وراء كل رجل عظيم امرأة) , وارجعوا الى اصل المثل لتتأكدوا من ذلك, فلن يكون بمقدار امرأة ان توصلك الى مكانة لا تستحقها, ولست اهلا لها.
سادسا.
ان يتوفر لديك الولاء والانتماء والوفاء للوطن الذي تعيش فيه وتأكل منه, وتتمتع بخيراته, وتعيش بوافر ظلاله الأمنية, وان تكون قادرا على ترجمة هذا الانتماء الى عمل, وأن ينعكس على تصرفاتك وسلوكك, وتؤدي الرسالة المؤتمن عليها في المحافظة على امنه واستقراره, فالانتماء بالعمل لا بالقول وحسب هو احد الشروط الاساسية للوصول الى مواقع المسؤولية.
سابعا.
احذر العادات السيئة , كالسهر في الملاهي الليلية, والامان المشبوهة, تناول المشروبات الروحية ( الخمر والمسكرات) لأنها تذهب العقل, وتؤثر سلبا على قراراتك و تضعف التركيز لديك, وهي محرمة شرعا وفي كل الاديان, والامتناع عنها شرط اساسي , وركيزة مهمة من الركائز التي توصلك الى مواقع المسؤولية.
ثامنا.
ليس شرطا ان تكون من اصحاب رؤوس الاموال, لأن ليس باستطاعتك اذا ملكت المال ان تشتري ذمم المسؤولين , وان تزور اخلاقهم ومبادئهم, وتلوث اوراق الاقتراع ونتائج الصناديق, لذلك من الصعب ان تصل الى مواقع المسؤولية اذا استخدمت المال لهذا الهدف, اما اذا اديت حق الله فيه فان ذلك يساعدك في الوصول.
تاسعا.
ابتعد عن الرياء والمدح والثناء , وكثرة المجاملة , فان هذه الصفات هي اشد اعداء الوصول, وهي صفات غير مرغوب فيها , ويمقتها الآخرون ولا يفضلونها على الاطلاق, وكن صريحا مواجهيا, تكلم بموضوعية, مستخدما الاسلوب العلمي في الطرح, وليكن النقد بقصد التصحيح والنقد بقصد البناء اسلوبك , لا تمدح افكار الآخرين ان كانت تخالف معتقداتك, النقد يبقيك قريبا من القلوب, ويضعك موضع الاحترام والتقدير.
عاشرا.
ان تكون ممن يشهد لهم بالمحافظة على المال العام ومحاربة الفساد, والاقتصاد في الانفاق, وعدم التبذير, وان لا تأكل اموال الناس بالباطل, وان ترد الحقوق الى اصحابها , وان لا تستعمل المال العام الذي انت مؤتمن عليه لأغراض شخصية, والابتعاد عن مظاهر الترف واللهو واللعب بما لا تملك , وبما ليس لك حق فيه.
هذه الشروط العشرة التي سبق ذكرها هي معايير اساسية للوصول للمناصب القيادية العليا, واذا لم تقنع بما سبق, وحصل لديك ادنى شك في ذلك, ارجع الى كتاب (الاغاني للاصفهاني), او (وفيّات الاعيان لابن خلكان) , الا ان الكتب الاكثر افادة هي : كتاب ( الهيلمان في هذا الزمان لابن سليمان), وكتاب ( آخر الزمان لابن فلحان).