نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
كتب : العميد م حسن فهد ابو زيد
ستبقى الكرامة العنوان الأبرز للجيش العربي الأردني الباسل ويبقى الاردن الوطن الأشمّ ارض الحشد والرباط وبوابة النصر العربي الأول الذي تحقق بهمة رجال صدقوا الله فصدقهم الله ...عندما تصدى رجال الجيش العربي البواسل دفاعاً عن كرامة العرب والأمة ... ... في معركة حامية الوطيس استطاع خلالها ان يلقّن العدو المغتصب درساً قاسياً لن ينساه في حياته احدى وخمسون عاماً مضت على هذا النصر الكبير الذي جاء بعد انتكاسة عربية جرّاء ما حدث في عام 67.
في هذا اليوم الأغر الذي ارتقت به ارواح الشهداء يوماً لا ينسى ودماء زكية طاهرة ستبقى تذكرنا ببطولات جيش قدم وما زال يقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعاً عن كرامة الأمة و لشهداء الكرامة مكانة خاصة فهم من صنعوا بدمائهم الزكية الطاهرة اهزوجة النصر الأول منذ ان كان الصراع العربي الاسرائيلي ففي الحادي والعشرين من أذا ر منذ عام 68 وفي كل عام نحتفل بكل فخر وأجلال بهذا النصر الذي تحقق بدم الشهداء حيث تحطمت فيه أسطورة الجيش الذي لا يقهر بعد أن قهره رجال الجيش العربي من خلال توجيه ضربه موجعه للعدو كبّدته خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات... شهداء الكرامة كرّمهم الله بعد ان ردوا الاعتبار للجيوش العربية بشكل عام والجيش الأردني على وجه الخصوص وأعادت الاعتبار من جديد للجيوش العربية على أثر نتائج حرب حزيران
شهداء حاكوا قصص بطولية فردية وجماعية فريدة من نوعها تحدث عنها العدو قبل الصديق معترفاً بهزيمة نكراء لم يشهد لها مثيل في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي .... فشهداء الكرامة رووا بدمائهم الزكية الطاهرة كل بقعة حاول العدو الوصول إليها...... ولكل واحد منهم قصة بطولية وصولة رجولية .. كانت عنواناً لمجد تشوّق إليه الأردنيين وتعطشت إليه الأرض فارتوت بنجعيهم الزكي الطاهر .....
ما يقارب من 89 شهيد من خيرة الخيرة في قواتنا المسلحة قدمت صوراً من البطولة والفداء والتضحية والإيثار ليبقى الوطن مهاب الجانب وعصي على الأعداء... فأعطوا وأجزلوا العطاء ..... وجادوا بما لم يجود به غيرهم فكانت عطاياهم التي صنعتها إرادتهم من أجمل العطايا وأروع الهدايا قدمت في يوم تاريخي ومفصلي من أيام الوطن حيث كان يوم الحادي والعشرين من اذار ... آذار الخير والكرامة كان يوماً مفعماً بالأمل بتحقيق النصر على يد نشامى الجيش العربي الأردني الباسل .
هؤلاء الأبطال هم من خاطبهم قائد المعركة المغفور له الحسين بن طلال بعد يوم واحد من تحقيق النصر بعد أن وضعت المعركة أوزارها فقال : ( أحييكم تحية أكبار لا تقف عند حد وتقدير لا يعرف نهاية وأبعث مثلها إلي أهلي من ذوي الأبطال منكم وأولئك الذين سقطوا في ساحات الوغى بعد أن أهدوا إلي بلدهم وأمتهم أنبل هدية وأعطوا وطنهم وعروبتهم أجزل العطاء...)
لقد قدمت القوات المسلحة الجيش العربي الباسل (تسعة وثمانون ) شهيداً كانوا يحملون أرواحهم على أكفهم من اجل الوطن الذي عشقوه ... من بين هؤلاء وهم كثر ممن صنعوا النصر الذي تحقق نذكر الشهيد البطل الملازم محمد هويمل الزبن والشهيد البطل المرشح راتب البطانية والشهيد سالم محمد الخصاونة وسلوهم مطر عيسى وخضر شكري يعقوب وعواد حمد الله ابوزيد وحميد صدف ومنصور كريشان ورفاقه الشهداء السبعة وسليم مفلح الحماد وغيرهم كثير بل وجميعهم دخلوا سفر التاريخ المجيد من أوسع أبوابه لتبقى أرواحهم ودماءهم الزكية الطاهرة ناقوساً يدق في عالم النسيان وسجلا خالداً يذكرنا في تضحيات جسام قدمتها هذه الكوكبة من نشامى الجيش العربي الباسل وهذا لم يكن لولا قيادة هاشمية فذّة وشجاعة بقيادة المغفور له الحسين بن طلال الذي اشرف على سير القتال وقاد المعركة بنفسه وهو الذي وجه كلمة بعد أيام من انتهاء المعركة كلمة قال فيها : ( قولوا للإنسان العربي أن في الأردن شعباً نذر نفسه من أجل أمته وقضيتها .وجيشاً يتلقى أبناءه الموت بصدورهم وجباههم وحسيناً عاهد الله والوطن ان يعيش للأمة والقضية وان يموت في سبيل أخر ذرة من حقنا المقدس واصغر حبة تراب من ثرانا الطهور )
رحم الله شهداء الكرامة وكل شهداء الوطن اينما سالت دماءهم دفاعا عن كرامة الامة ومنجزاتهاوحشرهم من الانبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا