نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية :
د.حسان ابوعرقوب
نيروز الإخبارية : بعد أن صمم عباس بن فرناس (ساعة مائية) عُرفت باسم (الميقاتة)، وتوصل إلى طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة، كما صنع نظارات طبية، وطوّر طريقة لتقطيع أحجار المرو في الأندلس عوضًا عن إرسالها إلى مصر لتقطيعها. وصنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة، فكان أول قلم حبر في التاريخ.
تطلع هذا العالم إلى السماء، فبنى في منزله غرفة كنموذج يحاكي السماء، يرى فيها الزائر النجوم والسحاب والصواعق والبرق، التي كان يصنعها من خلال تقنيات يديرها من معمله أسفل منزله. ولم يلبث أن صنع جناحين في أول تجربة بشرية للطيران، ولم تنجح المحاولة، ومات هذا العالم، لكنّ الفكرة لم تمت.
وقد كان (ليوناردو دافشني) يحلم بالطيران، حتى إنه كان يرسم تصاميم لطائرات، إلا أنه لم يحاول الطيران أبدا، فكان الطيران بالنسبة له ضربا من الخيال العلمي القابل للتحقق.
ولا يزال الإنسان يحاول حتى نجح باختراع المناطيد والطائرات الشراعية حتى وصل للصواريخ التي تسبح في الفضاء، ووضع الإنسان قدمه على القمر.
إنها العقول لما ارتقت بتفكيرها، ارتقى واقعها، ارتحلت هذه العقول إلى السماء، فحلق أصحابها بأجسادهم فيها، وسبحوا في الفضاء الواسع، وهكذا إذا كانت العقول مرتفعة ارتفع أهلها وأصحابها، أما إذا كانت متجمدة متكلسة، فإنها لن تبرح المكان الذي الذي يجلس فيه صاحبها.
العلماء يناقشون علاج الأمراض المستعصية، وإمكان العيش على كواكب أخرى، وتطوير الزراعة، وتوفير المياه، والمحافظة على البيئة، ولا زال بعضنا يناقش هل يجوز للمرأة أن تقود السيارة أم لا، وهل يجوز أن يسعفها طبيب ذكر أم لا؟ وبينما داست أقدام الغرب سطح القمر، لازال بعضنا يسأل هل (الشطافة) تفطر الصائم أم لا؟إنه تغييب متعمد للعقول.