في يوم الإستقلال نستذكر قوافل الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم الزكية ودماءهم النقية للدفاع عن الإردن الوطن والكرامة والعزة ونستذكر القادة والجنود الشجعان الذين خاضوا معارك الشرف والكرامة من أجل الوطن وأمنه واستقلاله واستمراره وللذود عن فلسطين الإسلام والعروبة والقدس والأقصى والمقدسات فيها.
في هذا اليوم علينا ان لا نستسلم للإحباط الذي يصنعه الاعداء وأعوانهم الفاسدون لتدمير الأمة وضياع حقوقها ولتخريب وطننا و القضاء على منجزاتنا في كافة المجالات ومختلف الميادين.
في هذا اليوم وكل يوم علينا أن نحارب الإحباط واليأس والفساد والتراجع عن ثوابت الدولة.
علينا أن نبدأ الإصلاح الحقيقي الشامل وننهض من كبواتنا وفشلنا الاقتصادي والإداري يحدونا الأمل بمستقبل افضل بتوكلنا على الله وحده ثم بالعلم وبالعمل والبناء وبالجد والمثابرة وبالعدل والمساواة والحرية وكرامة الاردنيين وبالإعتصام بحبل الله جميعاً وبوحدتنا ورص صفوفنا وحشد الطاقات وبالدفاع عن وطننا بالغالي والنفيس والوقوف بقوة في وجه المؤامرات التي تحاك ضده سراً وبالخفاء وجهراً وعلانية.
علينا ان نراجع تاريخاً من التضحيات والدماء والصراع والمجد والبطولة والفخر سطره الآباء والأجداد على هذه الارض قروناً للحفاظ عليها من العاديات ومن أنفسهم وخلافاتهم التي نبذوها فيما بعد واورثونا صلحاً وسلاماً واستقراراً ابدياً لا رجوع عنه ولا نكوص، حافظوا عليها رغم الظلم والقهر والابتلاء والإستبداد والطغيان والفتن، يزرعونها ويرعونها ويراعونها بأهداب عيونهم وبافئدتهم وبسيوفهم ورماحهم وصهيل خيولهم وينسجون بيوتهم من وبرها وصوفها وشعرها ويحفرون منازلهم بفؤوسهم وأظافرهم ويزرعونها زيتوناً وقمحاً ليورثونا الارض والمكان والعنوان والهوية "الاردن" الغالي العالي المنيع بحول الله بشعبه وقيادته وجيشه ، كانوا كما جبالها الشامخة وقلاعها الحصينة ومدنها العامرة بطيب الاردنيين وكرمهم وشجاعتهم وإخلاصهم وصدقهم وصبرهم ورجولتهم وعلو هاماتهم صناديد لا عبيد.
في الاردن الاستقلال وديمومته حالة مستمرة من تضحيات الاردنيين وبذلهم وعطائهم ومعاناتهم وصبرهم على الظلم اضافة لإستماتتهم في حماية بلادهم ضد التآمر الدائم من البعيد والقريب.
نعاهد الأجداد والآباء كما كانوا ان نكون ونبقى على العهد ما حيينا ونوّرث ابناءنا وأحفادنا ايماننا وقيمنا وثوابتنا وعلى الله الاتكال .