في ذكرى زهو التاج، وعنفوان اللاءات الثلاث، وطن بحجم الورد، وعنفوان التحدي؛ سيقى خالصاً للأردنيين، ولن يكون بديلاً لأحدٍ، والحوار عن التوطين لن يكون إلاَّ بحدِّ السيف، وشهوة الانتصار للهوية، والوجود، والتراب. "فالقدس قدسنا، وستبقى لنا، ولن نتخلى عن ذرة من ترابها الطهور" قالها الحسين الباني -طيب الله ثراه- وعززها مليكنا المفدى -حفظه الله ورعاه- وما بين التاج، والبندقية؛ هوية وطن، ومسيرة أمَّة؛ عابقة بالكرامة الخالدة سطرتها التوأمة الراسخة بين الهاشمين، والاردنيين على مدى سنوات التأسيس، والبناء، وستبقى حكاية الإنجاز في قادم الأيام بأذن الله.
عقدان مليئان بالتحديات الجسام، إرهاب يضرب كل اصقاع المعمورة، ويتركز في جوارنا المتخم بالنار، والدم، وإقليم ملتهب بالصراعات، والتناقضات الأقليمية، والدولية، وتغيرات جذرية في المنطقة، والعالم، وتحديات اقتصادية هائلة تنوء على حملها الجبال، وخيبات أمل من ترجمة الرؤى الملكية من قبل الحكومات، والنخب على حدٍ سواء، وتحالفات إقليمية خطيرة، ودقيقة، وحساسة، ورغم كل ما سبق ثبات أذهل العالم أجمع، وسياسة خارجية شجاعة، وناجزة، وواثقة، وتواصل دائم مع الفقراء، والمعوزين، والمبدعين، والنخب الحية، والتمسك بخطاب معتدل، ومتوازن جعل من الاستقرار؛ حالة تنفرد فيها ساحتنا الوطنية، وإيمان عميق بقدرة هذا الشعب الصابر الوفي على الصمود في وجه التحديات.
الجيش العربي الأردني أبناء الخبز، والشاي، وصوت الرعيان، والحراثين، ملح الأرض، ونشوة الكرامة، وقصة الخلود الأردني الجميل، حماة الثغور، ونمور الصحراء الذين دفعوا العاديات عنه؛ تلك قصة انجاز، ورواية فخر، والتحديث، والتجهيز، والتأهيل الذي يحظى برعاية، ومتابعة ملكية سامية هي فصل مهم من فصول عنفوان الجيش، الذي شكل علامة فارقة في الخلود الأردني؛ يضاف لفصول الوفاء، والأخلاص للقيادة، والتراب والتي يتمتع بها كل أبناء جيشنا المصطفوي البطل.
في ذكرى التاج، والبندقية، والرصاصة التي صنعت ذات يوم فجر الأمة، نستذكر الشهداء، والبناة الأوائل؛ الذين حملوا الهوية على أكفّ التحدي، والإصرار بأن تبقى الأردن عصية على الاختراق، والتذويب، وتمرير مشاريع التصفية. نستذكر الشهيد المؤسس، ووصفي وهزاع، وحابس، وراشد، ومعاذ، وسائد، وفراس، وموفق، نستذكر الحسين الباني، وحابس الوفي للقيادة، والهوية، والتراب. نستذكر كل الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر دوره في مسيرة التضحية، والبناء.
في مسيرة الإنجاز ثمّة مؤشرات على نبل القيادة، وأصالة الشعب، علاقة ممزوجة بالحب، ومحفوفة بالثقة، ومفعمة باختلاط التضحية، والولاء، والوفاء في بوتقة البناء الوطني الذي يتلذذ في افشال المؤآمرات، ويعيد للأذهان الحقيقة الماثلة دوماً أن هذا الحمى الأصيل سيبقى شعلة التحدي، ورمز الاستقرار في المنطقة، وأن مفهوم الأسرة الأردنية الواحدة واقعٍ معاش، وخلاف الرأي لا يفسد في الود قضية، والوطن دوماً لكل أبنائه المخلصين، والحافظين لعهود الآباء والأجداد في نصرة التراب، والقيادة.
في بيت الأردنيين ثمة تغيير ناجز في أساليب التواصل مع الناس، والحاجز الذي كان يضعه كبار رجال الديوان مع الناس تلاشى مع التغييرات الأخيرة، والمسافة التي هي على مرمى القلب بين الأردنيين، والهاشميين لن يستطيع أحد أن يجعلها تتسع؛ لأنها تؤأمة خالدة، وضاربة في جذور الزمن الأردني منذ التأسيس، فأضحى بيت الأردنيين إنموذجاً للصراحة الوطنية في التقييم، والإنجاز يفترض أن يكون قدوة للمؤسسات الأخرى.
وفي بيت الأردنيين ما زلنا نلمس مظاهر الحرص على الهوية فلا يعبث بها أحد، فليكن الضمير الوطني حاضراً؛ كي نحمي الوطن.
في ذكرى التاج، والعرش، ويوم الجيش والرصاصة الأولى؛ ثمة مدعاة لأن نلهج بالدعاء بأن يحفظ الله الوطن، والقائد، وشعبنا الأصيل.