نيروز الاخبارية : نفى الفلكي الأردني عماد مجاهد ان الشمس تعامدت على العديد من المعابد الفرعونية في مصر يوم الجمعة الماضية الموافق للحادي والعشرين من شهر حزيران الحالي وهو يوم الانقلاب الصيفي الذي يبدأ فيه فصل الصيف فلكيا.
حيث أوضح الفلكي مجاهد ان الفراعنة بنوا العديد من الاهرامات والمعابد وحتى أبو الهول أيضا بحيث تتوافق مع زوايا الشمس والنجوم والبروج السماوية، لأسباب مبنية على اعتقادات الفراعنة الدينية والمناسبات الوطنية والتي كانوا يحددون موعدها من خلال تعامد اشعة الشمس عليها في كل عام، وتحديدا في الانقلاب الصيفي الذي يصادف يوم 21 حزيران من كل عام وتكون الشمس عامودية على مدار السرطان الذي يقع شمال خط الاستواء 23.5 درجة تقريبا.
وقد بنى الفراعنة المعابد بصورة هندسية يكتنفها الاعجاز في البناء، فعندما تكون الشمس عامودية تماما في ساعات الظهر في يوم الانقلاب الصيفي على معابد رمسيس الثالث ودندرة وأبيدوس وغيرها، فان اشعة الشمس تسقط داخلها من خلال أنفاق وفوهات خاصة بحيث تضيء اشعة الشمس داخل هذه المعابد وليوم واحد فقط في العام وهو يوم الانقلاب الصيفي!!
لكن الفلكي عماد مجاهد نفى ان تقع هذه الاحداث الفلكية المذهلة في عصرنا الحالي، فقد أكد ان هذه الظاهرة الفلكية كانت تحدث فعلا في زمان الفراعنة قب الاف السنين، لكنها لا تحدث حاليا بسبب ظاهرة فلكية غريبة تسمى رنح الاعتدالين او تقهقر الاعتدالين وتسمى في اللغة الإنجليزية Precession وهي حركة بطيئة جدا في محور الأرض والتي تجعل اتجاه المحور يتغير بمقدار 30 درجة في السماء كل الفي عام، ومقدار 30 درجة تغطي برجا كاملا من بروج السماء.
وأوضح ان هذه الظاهرة تعمل على تغيير مواعيد وجود الشمس في السماء عبر القرون، فمثلا لو حددنا موقع الشمس في السماء في يوم من الأيام، وعدنا ورصدناها بعد عام كامل أي في نفس اليوم سنلاحظ ان موقع الشمس انتقل بنسبة بسيطة نحو الغرب، وهذا الفارق الضئيل يصبح واضحا وكبيرا عبر القرون ليكون بعد الفي سنة 30 درجة.
وعليه وبعد مرور الاف السنين من بناء المعابد الفرعونية، فان الزمن الذي كانت تدخل فيه الشمس في المعابد لا تدخله حاليا في نفس الفترة، بل في وقت اخر ناتج عن ظاهرة تقهقر الاعتدالين.
كما ان هذه الظاهرة حيرت علماء الاثار الفرعونية في ستينيات القرن العشرين الماضي، حيث ظهرت فوهة في الهرم الأكبر خوفو ممتدة من قبر الفرعون متجهة نحو السماء، يبلغ قطر الفوهة حوالي 20 سنتمتر، وبالصدفة وبعد تحليلها من قبل علماء الفلك وجدوا انها كانت جهة كوكبة شهيرة هي الجوزاء او الصياد وسمتها الحضارات القديمة الجبار، وهي على صورة انسان قوي يصطاد الحيوانات المفترسة، وهو الذي اعتبره الفراعنة الفرعون المقدس في السماء حيث ان الفوهة تنطلق منها روح فرعون بعد وفاته الى السماء ليبقى مقدسا حسب معتقداتهم.
وعندما عاد الفلكيون بالسماء الى فترة بناء الاهرامات وجدوا ان الفوهة كانت تظهر منها كوكبة الجبار او الفرعون المقدس في نفس يوم وفاته، لكنها لا تظهر الان من نفس الفوهة بسبب ظاهرة تقهقر او ترنح الاعتدالين، ومن ثم فهي أصبحت من الماضي.
واكد مجاهد أيضا ان النجم القطب الشمالي كان المع نجم في كوكبة الثعبان في عهد الفراعنة، ولكن بسبب ترنح الاعتدالين فقد تغير النجم القطب الشمالي ليصبح حاليا المع نجم في كوكبة الدب الأصغر.