أود القول بأن هناك أشخاص من شدة روعتهم تجد أن كل ما فيهم يذهلك ..أساليبهم، وحروفهم، وكلماتهم دافئة تشبه نبض القلوب ..
تراهم كقطرات الندى على الزهور ...لا أحد يشبهُم كبصمة يدّ لا تشبه أحد .فالرجال الحقيقيون لا ينتظرون عُمرًا مُعيّنًا حتى يُصبحوا رجالًا، إنَّما تلدهم أمهاتهم رِجالاً وقادة.
هكذا هم القادة بأفعالهم المميزة ونضوجهم الفكري العميق يدلل عليهم بأنهم كبروا ليس بعدد السنين وإنما كبروا بالمواقف العظيمة التي انجزوها في ميادين الفكر والمعرفة وفي زرع قيم الإنسانية في سجلات التاريخ، فأنتم من العلماء الكبار الذين يبصرون طبائع الناس وخصائص الأمم ومميزات الأقوام والحكماء في إيزان الامور بميزان العقل النقدي السليم.
فالطيبون شموع تحرق نفسها لتضيء عتمة الآخرين ، فبعض البشر يخلقّ لك جزء من السعادة ، أما البعض الآخر فهو السعادة بذاتها...فقد قرأنا البراعة الفكرية عندهم وقد وصلت إلى أعلى مراتب النجومية لديهم ، ووجدنا في سيرتهم مراحل الإبداع من النجاح إلى التفوق الى التميز إلى العبقرية ...هذه المراحل هي محطات التمايز التي ميزتهم فجذبت القلوب اليهم للأقتداء بهم لأنهم النموذج الأمثل في التمايز في الإبداع الفكري الذي أنار العتمة أمام الكثير من طلاب العلم والمعرفة ...هكذا أنتم... حكاية وآية في الإبداع والتميز .ونحن أحد الطلاب الذين تفتحت قلوبهم وتنورت عقولهم بفكركم النير... فتخطينا كل الصعاب بفضل سلاح العلم والمعرفة والفقه الذي توشحنا بة من مدارسكم العريقة...مدارس المجد والأصالةوالفضيلة...ومدارس الشيوخ والقادة التي تُعدّ أحد علامات التمايز على خارطة العشائر الأردنية الكريمة. فمعرفتكم كانت نقطة البداية في تعلم أبجديات القيم الأصيلة والمعايير السلوكية النبيلة ، والفكر الإبداعي المستنير..فكر جعلنا نزّن فية كل شيء بميزان العقل والحكمة والتبصر والوعي.هكذا نقرأ سيرة الكبار العظماء امثالكم التي تعدّ كنز ثمين وسر من اسرار نجاحنا ومصدر سعادتنا.فطوبى لنا بكم..إن معرفتكم نعمه تستحق الشكر للّة فنحمدلله على هذه النعمه الالهية التي جمعتنا بعطوفتكم في رحاب منتدى الفكر العربي عندما أشعلت شموع مثلتّ ألعاب نارية متوهجة بالإشعاع الفكري فكانت كبريق الذهب شدَّ انتباه وأذهل الحضور بما قّدمتم من معلومات حول واقع التعليم والبحث العلمي في الوطن العربي بأسلوب علمي رصين من خلال عناوين محاضرتكم التي ركزتم فيها على أسباب ضعف التعليم والبحث العلمي وقلة الدعم المادي للبحوث العلمية مقارنه بما يصرف للأبحاث العلمية في الدول المتقدمة لأنه لدى هذه الدول رؤية بأنه بالعلم ترتقي الأخلاق وتسمو النفوس وتتهذب العقول ويمتلك الإنسان أدوات التقدم والرقي والتي تنمي رأس المال البشري في أي مجتمع.. ونحن نسعى في وطننا الغالي الأردن أن نكون في مصاف الدول المتقدمة علمياً لتعانق مؤسساتنا المعايير الدولية والعالمية في الإنتاجية لإحداث التطوير النوعي السريع !! وهذا لن يقوم إلا بسواعد أبناء الوطن أمثال العالم الأستاذ الدكتور سلطان أبو عربي العدوان كنموذج يحتذى به في عالم العلم والمعرفة والقدوة الحسنة والانتماء والولاء للوطن الذي جسّدّ سمات شخصيته !!!
فمن أجمل الصدف في حياتنا هي معرفتنا بكم ومعرفتكم هي مصدر سعادتنا ، وما أجمل الصدف حينما يكون فارسها عالما وفقهياً وشيخاً ذو سيادة ورث السيادة كابرا عن كابر من الأباء والأجداد يحمل المجد من جميع أطرافه..فكيف لا. وانتم من الروافع السياسية والثقافية والإصلاحية في أردننا العزيز بفضل فكركم الرصين وبعمق مكانتكم في قلوبنا .
فإلى هذه الأيقونة الفكرية الراقية برقي مجدها ونسبها وحسبها وغزارة علمها نقول وفقكم الله لكل خير وجعلكم منارة مشعة بالألوان العلم والمعرفة والقيم الأصيلة .فنسأل اللة العظيم أن تبقوا دائما منارة إشعاع وبوابة للعلم الجميع ينتفع من فيض فكركم وخِصالكم الطيبة. وجعلكم اللة مثل غيمة مرت ثم روتّ ثم ولّت ثم أنبتت نباتاً طيباً وعمّ خيرها للجميع..فبجهود المستنيرين من امثالكم سوف يولد الرماد نارًا بها تنال الامة وجودها ولو بعد حين ، فتح الله عليكم فتوح العارفين وأمدكم بقوة من عنده وأدامكم معول تنوير ونورًا يهدي الى الحق والخير والنهوض، وطاب صوتكم وسما فكركم وفاض قلبكم حبًا وعشقًا لمنفعة وطننا العزيز، وأسعد الله بالسرور أوقاتكم..