كل الكلمات التى يمكن أن تقال في وداعك أصغر من قامتك
كل الكلمات التي يمكن أن تقال في وداعك أصغر منك، أصغر من هامتك التي لم تنحنى الا لله عزوجل
كل الكلمات التي يمكن أن تقال تعجز عن وصف حبك للوطن إنتماء الشرف وولاء العز والفخار والمجد.
كنت دوماً أبا ليث صابر الرافع الرأس الطامح نحو الشمس الواثق بالغد ، فكان رحيلك المفاجئ مع غياب الشمس هادئاً راضياً مستسلماً ... وأنت الأسد العصي على الإستسلام يا فارساً لم تتعبه المسافات ولا أرهقه صهيل العطاء.
لقد ترجلت أيها الفارس قبل الأوان كنت الرقم الصعب والمعادلة الصعبة والحلم المستحيل ... كنت الأسد الذي عطر كل الميادين ونذر حياته خادماً سيداً مخلصاً للوطن ... سموت في عطائك فوق كرم الكرماء وفي شجاعتك فوق شجاعة الشجعان.
أقف اليوم بمشاعر حزنٍ عميقةٍ تشتعل فيها الحسرة والألآلم في رثاء قائدٍ ومعلمٍ ورجلٌ أكاد اقولُ بأمة...
رجلٌ أحيا وصنعَ رجالاً
كُنت نِعم الأخ والأب والصديق
ذِكراك خالدة في قلوبنا وذاكرتنا وضمائرنا ما حيينا ...وعهداً بأن نسير ونكمل مسيرة دربك وأن نسير على خُطاك،وأن يبقى بيتك خيمة عزٍ ؛ مُضاء بقناديل المحبة متوهجة بالعطاء والوفاء ...
سَيَظَلُّ ذِكْرُكَ عاطِراً وَمُبَجّلاً
والشَّعْبُ لا يَنْفَكُّ عَنْ تَرْديدِهِ
مَنْ كانَ للأَوْطانِ كُلُّ جِهادِهِ
أَضْحى خُلودُ الذِّكْرِ بَعْضَ حَصيْدِهِ
فالسلام عليك يوم ولدت ويوم كُنت قائداً ومُعلماً والسلام عليك يوم رجعت روحك إلى ربها راضيةً مرضية لتدخل في عباده ولتدخل جنته.
اللهم أغفر له وارحمه وعافه واعفو عنه واكرم نُزله ووسع مدخله واغسلهُ بالماء والثلج والبرد، ونقهِ من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
رحمك الله يا أخي الحبيب أبا ليث ورحم الله أمثالك الأردنيين الطيبين الذي قدموا كلُ ما يستطيعون تقديمهُ لخدمة هذا الوطن الذي يرخص له الغالي والنفيس, وستبقى كل الانجازات والبصمات التي عملتها وتركتها خلفك تذكرك في الصبحِ والمساء وستلقي على روح الطاهرة التحية والسلام.
رحمكَ الله يا أخي وقرة عيني وغفرَ لكَ وعفىَ عنك
وأِنَ العين لتدمع والقلب ليحزن وانا على فراقك لمحزونين