مندوباً عن سمو الأمير الحسن إبن طلال وبحضور ضيفي الشرف د. الشيخ عكرمة صبري ، إمام وخطيب المسجد الأقصى ، رئيس الهيئة الإسلامية العليا ، رئيس هيئة العلماء والدعاة في القدس ،والمطران عطاالله حنا رعى العين د. هشام الخطيب مؤتمر " القدس في الرواية العربية" والذي أُقيم في جامعة البترا بالتعاون مع مركز دراسات القدس صباح اليوم الأربعاء ٢٠١٩/١١/١٣م.
وهذا المؤتمر جزء من مسعى ثقافي شمولي يتطلع إلى الحفاظ على الذاكرة المقدسية وتجذير علاقة العربي بمدينة كانت موضوع روايات عربية سعت من خلال أدواتها الفنية الجمالية إلى إثبات الحق التاريخي لأهل هذه المدنية الحقيقيين بعيداً عن أكاذيب وأوهام مصنوعة لها غاياتها الخبيثة، وهو ما يسعى المؤتمر إلى إخراجه في صورة تليق بمدينة القدس ، من خلال نخبة معروفة من المبدعين والنقاد من أكثر من قطر عربي.
ويهدف المؤتمر إلى التعريف بمكانة القدس التاريخية والدينية والإنسانية، وكذلك الرد على سرديات إسرائيلية تسعى إلى نفي الوجود الفلسطيني في القدس وتعمل على إختلاق الأكاذيب لتحقيق غاياتها المغرضة، وأيضاً إبراز الجهود والتضحيات التي حملها أبطال مقدسيون دفاعاً عن القدس، والربط بين ماضي القدس وحاضرها، ويُضاف إلى تلك الأهداف تسليط الضوء على المعالجة الفنية التي وظَّفت المادة التاريخية المقدسية بما يَصْب في الرسالة التي تحملها الرواية، خاصة تلك المتعلقة بجماليات المكان المقدسي.
وفي كلمة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور مروان المولا قال فيها بعد الترحيب براعي المؤتمر وضيفي الشرف والحضور ، هذا الملتقى الذي رعته جامعتنا ، وأعددنا له بالتعاون مع مركز دراسات القدس ، يُضاف إلى جهود الأُمَّة في العمل المقاوم . وكل الروايات موضع الدراسة تندرج ضمن الأدب المُقاوم، الذي يسعى إلى خلق وعي بقضية بيت المقدس، وفلسطين المحتلة، ولا بُدَّ من أن يستمر هذا النهج ، فهذا دور المبدعين والنقاد ودور المؤسسات التعليمية والثقافية، لأن الآخر يُراهن على الزمن وتراخي الأجيال في التمسك بهذا الحق.
وأضاف قائلاً، بهذه المناسبة أتقدَّم بخالص الشكر والتقدير للعلماء الأجلاء والمبدعين المشاركين في هذا المؤتمر ، مقدراً لهم مشاركاتهم، وما بذلوه من جهد لإثراء هذا الملتقى المهم، الذي أسعدنا إقتراحه، ودعمناه بكل السُّبُل ، وما هو مطلوب، ليكون عند حسن الظن به، وبما يتبلور عنه من نتائج.
وقال أيضاً، وبهذه المناسبة ، فمركز دراسات القدس أسَّسه الدكتور صبحي غوشة رحمه الله، وهو مركز منبثق عن جمعية يوم القدس، الذي ترعاه وزارة الثقافة.
والدكتور صبحي غوشة أحد المناضلين الفلسطينيين، فقد عمل في عِدَّة مراكز تطوعية لخدمة القضية الفلسطينية ، وله عدد كبير من المؤلفات التي تتناول القضية الفلسطينية.
وتحدَّث مقرر المؤتمر الأستاذ د. أحمد الخطيب بكلمة قال فيها، قد جاء في كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين أيَّده الله، في كلمته الأخيرة في الأمم المتحدة ، " إن إستمرار الإحتلال إلى يومنا هذا مأساة أخلاقية عالمية ، فلا يمكن لإحتلال أو نزوح بالقوة أن يمحو تاريخ شعب، أو آماله أو حقوقه".
ونحن هنا اليوم لنُعاين صورة القدس في أبنية العديد من الأعمال الروائية العربية، وفي حيوية شخصياتها ، وفي التعبير عن مواقف كُتَّابها وتصدَّى لها بالبحث والدرس مجموعة من أعلام الباحثين والمبدعين من عدة أقطار عربية ، يحدوهم الأمل أن تظل القدس وقضية فلسطين حية في عقول أبنائنا ووجدانهم على إمتداد الأرض العربية، فهذا دور القوة الناعمة التي ينتمون إليها ويؤمنون بقيمتها، وقدرتها على إحداث الأثر المأمول.
وفي كلمة الدكتور الشيخ عكرمة صبري، قال فيها، من رحاب المسجد الأقصى المبارك من أرض الإسراء والمعراج أنقل لكم تحيات إخوانكم وأخواتكم المرابطين والمرابطات الركع السجود في الأقصى المبارك ، وهم على الموعد والعهد في الدفاع عنه وحمايته من المحتلين الغاصبين الذين يقتحمون الأقصى ويُدنسونه، هذا ويُثمنون موقف إخوانهم وأخواتهم في الأردن الشقيق، أرض الحشد والرباط.
وأضاف، إن الإحتلال الإسرائيلي منذ عام ١٩٦٧م، وحتى الان فإنه يستهدف الإنسان والحجر والشجر والأرض في فلسطين عامة وفي بيت المقدس خاصة بمختلف الأصعدة بما في ذلك أسرلة التعليم ، وإنه يحاول نشر الثقافة المسمومة والمزيفة والمزورة من خلال ترويج الرواية الإسرائيلية ، وفي الوقت نفسه يحاول تحييد وتهميش الرواية العربية ، فكان لا بُدَّ من إبراز الرواية العربية والتي تقوم على الحقائق والبينات ، فجاء هذا المؤتمر بعنوان " القدس في الرواية العربية " بمبادرة مشكورة من جامعة البترا وبالتعاون مع مركز دراسات القدس في الأردن.
وفي ذات السياق، تَحَدَّثَ المطران عطاالله حنا بكلمة تطرَّق من خلالها وقوف المسيحي والمسلم معاً في وجه الإحتلال الإسرائيلي للحفاظ على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وأضاف أيضاً، أن الإحتلال الإسرائيلي ما زال يُطلق صواريخه على غزة العِزَّة ودمشق العروبة، وهذا العدوان الإسرائيلي يجب وقوف الجميع معاً لصدِّه والمبدعين من ذوي الأقلام ، فالكتابة مقاومة كغيرها من أشكال المقاومة.
وتحدَّث الأستاذ سائد البديري بكلمة مركز دراسات القدس شكر فيها جامعة البترا رئيساً والمشاركين في إعداد المؤتمر على ما قدموه لإنجاح المؤتمر وإخراجه إلى حيّز الوجود.
وشكر المشاركين في المؤتمر وجلساته وأوصل الشكر إلى اللجنة العلمية والتحضيرية للمؤتمر والذين بذلوا الجهد الكبير مع مركز دراسات القدس ليكون المؤتمر مُتألقاً بمحتواه وجلساته ومواده.