من البديهي أن تكون المناطق الأكثر إقبالاً من السياح والتي تكاد لا تخلو ايامها من الزيارة بمجموعاتٍ عدة هي نفسها التي يلمعها الإعلام دائماً ويسلط الضوء عليها دائماً وتولي المؤسسات والوزارات إهتمامها بها لتسهيل الوصول إليها .
الملفت للنظر والمثير هو وجود مناطق حتى الطريق لها غير ممهدة وغير صالحة وتكون في اقصى المسافات ويحملك المسير إليها مشاق طريق والكثير من الوقت ، لكنك لحظة وصولك لتلك البقعة من الأرض وبها نهاية المغامرة وبداية الاستمتاع تتلاشى من ذهنك كل ساعات الطريق الطويل ووعرة الدرب ، لتجد بديع صنع الخالق ويتبادر في دواخلك الاسئلة كيف بهذا الجمال المحاط بالتعب والمشقة والصحراء القاسية أن يحل كلطفٍ عليها وهدنة جمال .
في تلك اللحظات يتردد الصوت الآخر في داخلك ليقول لك أن كل جميلٍ صعب المنال وكل بديع يستحق عناء الوصول إليه ولا يمكن أن يفوت مثل هذه المغامرة والجمال دون أن تكون في سجل لحظات السعادة والإنشراح .
وادي السلايطة أم كما يقولها اهلها (وادي سعيده) هو ذلك الجمال المنتظر الذي لا تحصل عليه بمتعة السهولة بل بلذة الصعوبة ويرتفع مستوى الهرمون المسؤول عن السعادة عن معدلاته لدى عشاق المغامرة على وجه الخصوص لما يجدوه من أمنياتهم ورسم خيالاتهم في تلك الرقعة الساحرة.
الجمال الطاغي والانشراح السائد ومتعة المغامرة ورحابة الأهل المحيطين المصبوغ في وجههم عطر البداوة والشهامة كلها تستحق البدء بالتحرك والإتجاه جنوب العاصمة عمان في قضاء أم الرصاص المتعطر بريح الزمان القديم أيضاً حيث تتواجد فيه المناطق الأثرية لمن يعشقون عبق الماضي ويتعطشون لمعرفة الأسرار التاريخية القديمة.