ما حدا بي للكتابة مرة ثانية وثالثة في هذا الموضوع هو تصريحات دولة السيد عبدالكريم الكباريتي رئيس لجنة صندوق 'همّة وطن' والذي قال أن عدد كبير من المقتدرين لم يساهموا في الصندوق؛ وهنالك كثير من أصحاب رؤوس الأموال لم يتحرّكوا بعد لنصرة الوطن والتبرع بما تجود به أنفسهم دعماً للجهود الرسمية في سبيل القضاء على فايروس كورونا المستجد والذي أقلق الجميع وحارب الصحة والسلامة العامة وهدّد النمو الأقتصادي وأجلس الناس في بيوتها وخلق المقيربن من العاطلين عن العمل وهدد حتى أرباب العمل؛ مما جعل النمو الإقتصادي يتباطأ لا بل يتسارع في تباطؤه لأننا في الأردن نقول الإنسان أغلى ما نملك وركّزنا على الأمور الطبية وسلامة وصحة المواطن على حساب الإقتصاد؛ ونجحت والحمد لله تعالى الدولة الأردنية في الحفاظ على أرواح الناس وصحتهم وسلامتهم ليكون الأردن نموذجاً عالمياً متقدماً بقيادة جلالة الملك المعزز في تميز إجراءاته لمكافحة فايروس كورونا حيث الأمور بنتائجها والتي كانت تتمثل بالحفاظ على أرواح وسلامة الأردنيين:
١. صندوق همة وطن للتو وصله رصيده قرابة ٧٢ مليون دينار أردني فقط؛ بيد أن خسائر إقتصادنا الوطني لوحده عدا الحاجات للكوادر الطبية ربما ستصل خلال الشهرين القادمين قرابة ملياري دينار أردني؛ وهذا يعني ببساطة أن التبرعات لم تصل بعد إلى أكثر من أربعة بالمائة مما هو مطلوب لتعافي الإقتصاد لوحده.
٢. أعلم شخصياً بأن السيولة التي يمتلكها الأردنيون في البنوك الأردنية لوحدها تتجاوز أربعين ملياراً وبالتالي خمسة بالمائة منها فقط تحل مشكلة الأردن المالية والإقتصادية بما تحتاجه لمحاربة الجائحة؛ وهذه الأرقام حقيقية ولكنها تحتاج لنفوس تعطي الوطن بسخاء.
٣. أعلم أيضاً بأن الأردنيين من أسخى بني البشر وأطيبها وأكرمها؛ وقلوبهم على وطنهم ولا يخذلوه في الوقت الذي لم يعد يصله منحاً وقروضاً من أشقاء أو أصدقاء كما كان سابقاً؛ ولذلك فالإيمان المطلق بالإعتماد على الذات بات ضرورة في زمن لا نملك فيه ترف الوقت ولا حتى إنتظار الآخر لأن فيه ما يكفيه.
٤. مطلوب اليوم فقط ٥٪ من أموال الأردنيين لنتعافى ويكون إقتصادنا بخير كما هي صحتنا بخير دونما منغصات أو أرق أو خوف؛ فالأجهزة الرسمية وفق التوجيهات الملكية السامية تسير بالإتجاه الصحيح وصوب تحقيق النتائج لحماية الوطن والمواطن وليكون هذا الوطن بخير كما دوماً.
٥. مطلوب أن يهبّ الأردنيون هبة رجل واحد لنصرة وطنهم الذي آوى ونصر وجبر كل من إنكسر؛ هذا الوطن الذي إحتضن الجميع فكان أماً رؤوماً وحضناً دافئاً وأعطى بسخاء للجميع دونما منّة؛ فكان وطن الأمن والإستقرار والأمان والحاضنة التي يعيش فيها ويعتاش منها الجميع.
٦. مطلوب أن نعمل ذلك طوعاً وعن طيب خاطر دونما إكراه أو منّة أو قرارات رسمية؛ فالمواطنة الحقيقة تقتضي أن نساهم في روحية العطاء للوطن؛ لأن هذا الوطن لنا جميعاً ونحبه ونحب أن يبقى بخير وللأمام ودونما تراجع في شيء.
٧. مطلوب أن نكون في خندق الوطن اليوم قبل الغد؛ ويجب أن تظهر مواطنتنا على جوارحنا وبدفعات سخيّة من جيوبنا أو أرصدتنا لمن يمتلكها أو بما جادت به نفوسنا من مساهمات نقدية أو عينية أو جهود أو تطوع أو بذل الغالي والنفيس أو التبرّع بالوقت أو أقلها إستخدام القلم التوعوي الحر.
بصراحة: نحتاج هبّة أو فزعة أو نخوة أردنية لرفد صندوق أهل الهمة لما تجود به أنفسنا ولما نستطيع؛ وأقلها ٥٪ من أرصدة أصحاب المال و ٥٪ من أصحاب الرواتب ليكون الجميع شركاء في الهم الوطني ولنكون نموذجاً عالميًا يحتذى في روحية العطاء للوطن.