يحتفلُ الأردنُ يوم الأحد القادم 11/4/2021 بمئويته الثانية التي يدخلها بثقة ويقين وثبات بأنَّ الأردنَ دولةٌ راسخةٌ وعميقةٌ، أثبتت للعالم أجمع بأنها دولة وُلدت لتبقى وتدوم، وتنهضُ بعزمِ جميع أبنائها الأردنيين من شتى المنابت والأصول لتحقيق أهدافِ وغاياتِ النهضة العربية الكبرى من حرية وعدالة ومساواة، وكذلك السير بعزم وثبات برؤى وتطلعات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه في المئوية الثانية نحو ترسيخ دولة سيادة القانون والمؤسسات والحكم الرشيد والمسؤولية المساءَلة عن أدائها في خدمة المواطنين بأمانة وإخلاص.
وللأسف وعبر محطات كثيرة هناك من كان وما زال يراهن على خراب البيت الأردني ودماره لا قدّر الله، وهذا ينّم عن عقدة نفسيةٍ أو غيرةٍ وحسدٍ، لما حققه هذا البلد الصغير بإمكاناته وموارده المتواضعة، والكبير بمصادره البشرية المؤهلة والمدربة والكفوءة، وبقيادته الهاشمية المظفّرة، صاحبة الشرعية الدينية والتاريخية والقانونية، من مكانةٍ متقدمةٍ ومرموقةٍ محلياً وإقليمياً وعالمياً وفي كل المجالات.
وما الأزمة الأخيرة والتي ما زلنا نعيش صدمتها كما عبّر عنها جلالة الملك في خطابة المكتوب إلا الأشد إيلاما في النفس لأنَّ أصحابَ الفتنة هم ليسوا أعداء الأردن من الخارج بل هم أيضاً من الداخل. وهذا لا يمكن أنْ يُفهم بأي قاموس بأنه نهج إصلاحي، لأنّ الإصلاح لا يعني بتاتاً المسَ بأمنِ الوطنِ واستقراره وزعزعة أمنه لا من قريب ولا من بعيد، لأنَّ أسسَ الأصلاح وطرق الإصلاح لا تبدأ من زرع الفتنة والمس بأمن الوطن واستقراره وزعزعة ثقة المواطنين بنظامه الشرعي وبمؤسسات الدولة وأجهزتها، بل بالحوار الهادئ والبناء ضمن الأسس الدستورية والتشريعية والقانونية.
إنَّ خطاب جلالة الملك المعظم قد أثلج صدور جميع الأردنيين لما يتحلى به من حكمة هاشمية اعتدنا عليها في الملمّات والخطوب، وضمن قيمنا الأردنية النبيلة، واحتكاماً للقانون بما يتعلق بأية محاولة للمس بأمن الأردن واستقراره. وهذا يذكرنا بحكمة المغفور له الملك الباني جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي أودعنا الأردن أمانةً في أعناقنا، وبأنَّ من يمسّ الأردن بسوءٍ فهو خصمه إلى يوم القيامة. فأمن الأردن خط أحمر لا يُسمح لأحدٍ بالتطاول عليه كائناً من كان، وخصوصا ًوأنَّ الأردن مستهدف اليوم لمواقفه المشرفة التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم بما يخص القضية الفلسطينية والوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودوره في الوئام والحوار الديني والعيش المشترك الإسلامي- المسيحي، الذي يمثل أروع الصور في التآخي والأخوة الإنسانية والمواطنة.
وللمواقف دائماً ثمن، والأردن عبر المئوية الأولى دفع أغلى الأثمان لمواقفه الوطنية والعروبية والإنسانية المشرفة، وقدرُنا المبارك أنْ يَحكَمنا الهاشميون بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، الذي نجدد له اليوم البيعة والولاء ولولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله المعظم. وسوف تبقى مواقف جلالة الملك المعظم مواقف تشرفنا جميعاً، نعتز ونفخر بها، ونفاخر بها الدنيا لما تَحمله من إرث هاشمي مبارك من سبط الرسول العربي الكريم، ومن بُعد وطني وعروبي وإنساني، وتدعونا لأن نلتف حول العرش الهاشمي المفدى الذي نفديه بالمهج والأرواح لنفوت الفرصة على المتربصين بالوطن شراً وعلى المراهنين على خراب البيت ودماره لا قدر الله.
فلا تراهنوا على خراب الأردن لأنَّ الأردنَ شوكةٌ ردّت إلى الشرق الصَبا.