جرت العادة لدى اغلب الشعوب في الدول النامية - وخصوصآ الشرق اوسطية - عندما يريد شخص شراء بطيخه يقوم (بالطبطبة ) عليها ومن خلال الصوت المرتد الصادر منها وجفاف عنقها ووجود اصفرار على جانبيها يعرف المشتري ان البطيخة اما حمراء او انها خاوية .
هذا التكتيك الطبطبي هو مقياس تستخدمه اغلب حكومات الدول النامية لمعرفة فيما اذا كانت شعوبها يقضة ام انها تغط في نوم عميق .
وطبطبة الحكومات على الشعوب لها اساليب وطرق عده ، منها ان تقوم الحكومة برفع سعر احدى المواد الاساسية وتنتظر رد الشعب عليها والتصرف حسب ردود الفعل المرتقبة ، فاذا رفض الشعب ذلك القرار وانتفض وزمجر وازبد وارعد فأن تلك الحكومة تعدل عن المضي في رفع الاسعار ، اما اذا كان رد فعل الشعب فاترآ ولا يؤثر على القرار فان الحكومة تمضي قدمآ في الاجراءات وكأن شيئآ لم يكن .
وهذه التكنيك ليس مستخدمآ فقط في الشؤون الاقتصاديه بل يتعداه الى اتخاذ قرارات مصيريه تؤثر على نمط معيشة هذا الشعب من الناحية السياسيه والدينية والاخلاقيه والتعليمية وكافة مناحي الحياه.
ان مقياس (الطبطبة ) هو ما يعادل مقياس رختر المستخدم لقياس الهزات الارضيه المرتده ، وهو مقياس فعال ودقيق لأبعد الحدود .
،ويعتمد نجاح مقياس الطبطبة او فشله على مدى استجابة الشعب وهو ما يحدد سياسة الدوله وبالتالي تقرير مصير الشعب .
ان استجابة الشعوب لمقياس الطبطبة هي متفاوته بل وتختلف من شعب الى اخر .
وفي بعض الاحيان قد لاتنجح سياسة (الطبطبه )مع شعب ما ولكنها قد تنجح مع شعب اخر .
ويحدد هذا المقياس فيما اذا كان الشعب واع ومدرك لما يدور حوله من مستجدات على الصعيد الاقتصادي او الاخلاقي او السياسي او انه شعب لايبالي .
وللاسف فان اغلب الشعوب النامية والشرق اوسطية تغط في نوم عميق وتتقبل بشكل تلقائي كل ما يجري او يتخذ من قرارات وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد .
ان الشعوب المنتفضة على سياسة الدولة هي غالبا ما تكون شعوب لديها مستوى عال من التعليم والادراك والعزة والانتماء للوطن ، وترفض بشكل قاطع اشكال التلاعب في مصيرها.
ان عدم مبالاة اي شعب لأي قرار سلبي تتخذه الحكومة وكانه يقول للحكومة علانية (طبطب ياحبيبي وارجع لاتطول بالله الغيبه )