هذا هو ديدن الهاشميين عبر كل زمان ، وهذه هي أخلاق سليل الدوحة الهاشمية ، وحفيد خير خلق الله كلهم من قال فيه امير الشعراء : " فاذا رحمت فانت ام او اب هذان في الدنيا هما الرحماء " ..كيف وقد شهد له رب العباد بقوله : " وانك لعلى خلق عظيم " ، وهو صلى الله عليه وسلم من لا زال صدى كلماته : " اذهبوا فانتم الطلقاء " تدوي في آفاق الدنيا الى يوم القيامة .. لذلك فموقف جلالة الملك عبد الله الثاني الهاشمي حفيد اكرم الخلق لم يحد عن سيرة المصطفى فدعا المعنيين الى النظر في الآلية المناسبة " ليكون كل واحد من أهلنا اندفع وتم تضليله وأخطا أو انجر وراء الفتنة عند أهله بأسرع وقت " .. وقد كان ، فجلالة الملك ومنذ خاطب الاهل والعشيرة والاخوة كأب حان على الجميع عميد الأسرة الهاشمية وعميد ورب الأسرة الاردنية الكبيرة الملتفة دائما وابدا حول قيادته الحكيمة ، وهو الاقرب الى نبض وقلوب الاردنيين وهو من وهبه الحسين الباني لخدمتهم فتربع دوما على عرش قلوب كل اردني واردنية ، وهو من هذا المنطلق يستجيب الى الاهل والعشيرة ممن ناشدوا جلالته الصفح عن ابنائهم الذين انقادوا وراء الفتنة ، مستذكرين قيم الهاشميين في التسامح والعفو .. وجلالة الملك سباق الى كل هذه القيم والاخلاق وقد تعامل مع هذه الفتنة منذ بدايتها وفق قوله تعالى : " والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس .." ، وكانت دعوة جلالته اليوم اكمالا للتأسي بالآية الكريمة وقوله تعالى : " والله يحب المحسنين " ، كأب وأخ لكل الاردنيين في شهر التسامح والتراحم ، ووفق الاجراءات القانونية حتى يكون الجميع في هذا الشهر الفضيل بين اهله وعائلته ،مستخلصين العبر من الخطأ الذي وقع والانجرار وراء الفتنة . "
ما جرى كان مؤلما لجلالته ولكل اردني مخلص شريف ، وجلالة الملك تجاوز الآلام وتعامل مع الموضوع بكل هدوء وفطنة وحكمة ، الاولى داخل البيت الهاشمي ، والثانية داخل البيت الاردني الكبير ، وفوق كل ذلك القانون والدستور مرجعية الجميع وموضع احترامهم وتقديرهم .. ليبقى الاردن وهو يعبر مئويته الثانية أنموذجا في التعاطي مع أخطر القضايا والفتن ، بحكمة القيادة التي شهد لها القاصي والداني ، وأيدها زعماء العالم بكل ما تتخذه من قرارات لمواجهة الفتنة ، فأكد الأردن وقدم أنموذجا وشفافية ومصداقية في كشف الحقائق ومعالجتها بالحكمة والرحمة وفقا للاطر القانونية .
دعوة جلالة الملك دعوة أب للجميع تجاوبت معها الجهات المعنية وفقا للاطر القانونية في أسرع ما يمكن ، ولم يرد جلالة الملك الاهل والعشيرة ممن استنجدوا به خائبين ، لأن من احتمى بالهاشميين انجدوه ولبوا حاجته وسيبقى هذا الوطن آمنا مطمئنا بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الامين الامير الحسين بن عبدالله والعيون الساهرة على حماية الوطن الجيش العربي المصطفوي والمخابرات العامة والامن العام ، وسلطة قضائية مرجعيتنا جميعا ، وشعب مخلص واع محب لوطنه وقيادته المظفرة .