تحظر الاتفاقيات الدولية الأعمال المناهضة للإنسانية اي الاعمال المصنفة ضد المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، أثناء الأعمال العدوانية. تدور النزاعات حالياً في أجزاء كثيرة من العالم وأسفر ذلك عن إصابة وقتل العديد من المدنيين والأطفال، إضافة إلى إلحاق أضرار بالمنشآت السكنية والخدمية ولسوء الحظ في العام الماضي خلال الحرب الوطنية التي استمرت 44 يوماً واصلت أرمينيا قتل المدنيين والأطفال في أذربيجان، ومن خلال هذه السياسة العدوانية والأعمال المناهضة للإنسانية أثبتت أرمينيا مرة أخرى تجاهلها لقواعد القانون الدولي. لكن نلاحظ أنّ أرمينيا تراجعت بسرعة في وجه الضربات الانتقامية الساحقة للجيش الأذربيجاني الباسل، وانتهكت بشكل صارخ اتفاقيات جنيف لعام (1949) وبروتوكولاتها الإضافية ، كما استهدفت أرمينيا عمداً السكان المدنيين في أذربيجان وأطلقت النار بكثافة على المدن الأذربيجانية البعيدة عن منطقة القتال. وقد حدث كل هذا بناء على تعليمات مباشرة من القيادة العسكرية والسياسية لأرمينيا المعتدية التي تواصل ارتكاب أعمال إرهابية ضد السكان المدنيين. وأصدر مكتب المدعي العام لجمهورية أذربيجان إحصاءات عن القتلى والجرحى من المدنيين نتيجة قصف القوات المسلحة الأرمينية للمستوطنات الأذربيجانية، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وبحسب الخدمة الصحفية لمكتب المدعي العام فإنه من (27 سبتمبر 2020 إلى 10 نوفمبر 2020) تم إطلاق حوالي 30 ألف قذيفة و 227 صاروخًا على المناطق والمدن المكتظة بالسكان المدنيين في من قبل القوات المسلحة الأرمينية. كما لوحظ أن القوات المسلحة الأرمينية ألحقت أضراراً جسيمة بممتلكات العديد من المدنيين، بالإضافة إلى تدمير العديد من المنازل والمباني السكنية والمناطق الغير سكنية أيضاً. على عكس هذه الأعمال الإرهابية لأرمينيا، لم يطلق الجيش الأذربيجاني النار على السكان المدنيين خلال الحرب، حيث صرحت وزارة الدفاع في جمهورية أذربيجان رسمياً أن الجيش الأذربيجاني لا يستهدف السكان المدنيين والمرافق المدنية والبنية التحتية المدنية.
على وجه الخصوص في عام 1918 ارتكب الدشناق الأرمن إبادة جماعية ضد شعبنا في عدد من مناطق أذربيجان وخاصة في باكو. وبحسب المصادر الرسمية فقد قتل جراء الإبادة الجماعية حوالي 12 ألف أذربيجاني وفقد عشرات الآلاف وفي عام 1991-1992 ارتكبت إبادة جماعية في خوجالي ومستوطنات أخرى. في أبريل 1993 قامت القوات المسلحة الأرمينية بذبح المدنيين بوحشية في قرية بشليبيل في منطقة كالباجار، حتى أثناء وقف إطلاق النار كانت هناك تقارير عن قتل الأرمن للمدنيين في اذربيجان بمن فيهم الأطفال.
على ما يبدو ليس من قبيل الصدفة أن تستهدف أرمينيا السكان المدنيين في الحرب الوطنية العظمى، حيث أظهر الأرمن مرة أخرى عدوانهم التاريخي والتقليدي للعالم. وتجدر الإشارة إلى أن الاستفزازات التي ارتكبتها أرمينيا على خط المواجهة منذ 27 سبتمبر وإطلاق النار على المدنيين أثارت ردود فعل محلية ودولية. حيث أدان الممثلون الدبلوماسيون للعديد من البلدان في أذربيجان بما في ذلك المنظمات الدولية تصرفات أرمينيا، في الوقت نفسه نظم الشتات الأذربيجاني احتجاجات في مختلف البلدان وأحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، كما أن تم إحياء ذكرى المدنيين الذين قُتلوا نتيجة الأعمال الإرهابية التي ارتكبها الجيش الأرميني في مدينتي كنجة وبردا الأذربيجانية وكذلك في مستوطنات أخرى في 4 نوفمبر 2020 في عمان بمبادرة من الجالية الأذربيجانية في الأردن.
اليوم العالم بحاجة إلى السلام حيث أنّ وجود السلام والعدالة بالإضافة إلى إنشاء مجتمعات سلمية وشاملة من أجل التنمية المستدامة، والوصول إلى العدالة هي عوامل مهمة لسلامة الجميع. إن رفض أرمينيا تقديم خرائط الألغام لأذربيجان يشكل تهديدا للمدنيين وللسلام أيضاً. هدف الدولة الأذربيجانية هو ضمان السلام والاستقرار في المنطقة، هذا هو السبب في أن أذربيجان كانت دائما ضد الحرب وتؤيد الحل السلمي لهذا الصراع. ومع ذلك أظهرت أرمينيا المحتلة موقفا غير بناء. لكن نلاحظ أنّ أذربيجان أثبتت مرة أخرى قدرتها على استعادة وحدة أراضيها بطريقة بديلة. حيث أن الانتصار المجيد للجيش الوطني الأذربيجاني على الجبهة هو مثال واضح على ذلك.
فؤاد حسين زاده ، رئيس الاتحاد العام لدعم الصحفيين في أنشطة الشتات..