تعد قرية بذان الواقعة على بعد 12 كم غرب مدينة الكرك نموذجاً للعديد من القرى التراثية في محافظة الكرك التي تشكل معلماً سياحياً على الخارطة السياحية المحلية والعالمية لجمالية موقعها.
الوصول الى قرية بذان يحتم على الزائر أن يسير عبر أودية ومنحدرات صعبة تحف بجوانبها غابات اشجار الزيتون والعنب والتين التي تشكل بتشابكها منظراً خلاباً وساحراً يبهر الزائرين لها.
وقال الدكتور راكز العرود، إن أول ما يلفت نظر الزائر للبلدة القديمة بذان، بيوت القرية التي تتراءى له وكأنها سقف واحد متلاصقة بعضها ببعض وقد بنيت من الحجر والطين وذات النوافذ والأبواب القديمة المشرعة تتوسطها ممرات ضيقة.
وأضاف أن اسم القرية جاء بكتاب الدكتور سلطان المعاني، أسماء المواقع الجغرافية في محافظة الكرك دراسة اشتقاقية ودلالية، حيث يعتبر أن حرف الباء في الآرامية من السوابق التي تبرز في اسماء المواقع وهي اختصار لكلمة بيت ومن الأسماء التي يرجح أنها تعود إلى هذه الصيغة اسم بذان وهي في الأصل بادان بمعني "بيت آنية الخمر" حيث أن كلمة دان أو دن تعني آنية الخمر. من جانبه يوضح الحاج عفيف الجعافرة أن قرية بذان قرية تراثية تستحق أن تكون على الخارطة السياحية بعد ترميم منازلها القديمة والاهتمام بها وإقامة متنزه سياحي فيها، لافتاً إلى وفرة المياه والأشجار المحيطة بها.
وأشار الى أن من ابرز معالم القرية شجرة عمرها اكثر من 500 عام تعرف باسم سدرة بذان أو الدومة والتي كانت مزاراً توقد الاسرجة والشموع واقامة الولائم حولها للتبرك بها.
وفي هذه الصدد يقول الباحث نايف النوايسه، "كان الناس قديماً يأتون الى تلك الشجرة كل ليلة جمعة ويشعلون النار داخل حجارة مرصوفة حولها معدة لهذه الغاية، بهدف التبرك بها ".
بدوره يقول الدكتور محمد الجعافرة، إن أكثر ما يميز قرية بذان بيوتها القديمة المتلاصقة وشجرتها الضخمة وبساتينها المروية ووفرة المياه وطبيعتها الجغرافية لاحاطتها بسلاسل جبلية من مختلف الجهات، إضافة الى وفرة حجر الرخام وتصديره للخارج والذي يعرف برخام بذان أو الرخام الكركي لجودته، مطالبا بالاهتمام بالقرية سياحيا بادراجها على الخارطة السياحية.