قصة قصيرة وجميلة نُشرت لأول مرة في عام ٢٠٢٢ في مجلة إسمها باحث عن العدل في زمن الظلم والقهر............. بقلم د. ثروت المعاقبة ..
أتحدث فيها عن شخص غريب وعجيب إسمة أمين وهو بطل قصتنا ومحور حديثنا انتشر في قريتة المعزولة عن العالم مرض جلدي نادر يفقد أصحابه ملامحهم بمجرد الجوع فأصاب المرض سكان القرية كلهم دون إستثناء إلا أمين فهذا الشخص الوحيد الذي يوهم الناس أنه يجوع ولا يتغير جلده أبدا... فما السر وراء أمين ياترى حتى هو كان يستغرب ويستهجن من نظرات أهل القرية له وبالمقابل أهل القرية إعتبروه شخص خارق للعادة ليس له مثيل يجوع ولا يتلون جلده ولا يفقد ملامحه فتصور أهل القريه أن أمين هو منقذهم مما هم فيه من الجوع والعوز والحاجة.
ومنذ تلك اللحظة قرر أمين أن يسيطر على الضعفاء من حوله ويجعل له أعين كثيرة في جميع أنحاء القريه وأن ينصب نفسة مكان شيخها فبدأ يخطط ويفكر كيف لي أن أصل لهدفي بدأ بتغير أفكار من حوله وأيضا عمل على قطع صلتهم مع القرى المجاوره وأوهم الجميع بأن مرضهم منحه من الله لا أحد يستحق ما استحقوه هم حتى أن أهل القريه أنفسهم استسلموا فلم يغادر أحد منهم مكانه فقد تكيفوا مع المرض وأصبح أمين مسيطرا على جميع أراضي القريه فبدأ يجبر سكانها على الزراعه والعمل وبنفس الوقت يتحكم بكمية طعامهم حتى لا يوصلهم لحد الشبع حتى يبقى مسيطرا على جميع تفاصيل حياتهم وحتى أحلامهم.
كما أن أمين اتبع نهج واضح في طريقته في التعامل مع الجميع واشتهر عنده مبدأ فرق تسد فأصبح كل شخص يهتم بنفسة وليس له علاقة بالآخرين أصبح يقنع ويجيش الأتباع وكان له مواصفات معينه بأتباعة أولها أن يكونوا ضعيفين ومهزوزي الموقف ويعطيهم سلطة بحيث لايقوى أحدهم على إستخدامها لتعم الفوضى وتكثر المشاكل حتى ينشغلوا بأنفسهم ويتركوا أمر التغيير وتكون أكثر اهتماماتهم أو سقف توقعاتهم محدودة جدا فلا مطالب ولا حتى أحلام وأصبح الهم هو الحصول إلى لقمة عيش مسمومه بالمرض والحاجة.
وفي يوم من الأيام لمعت في السماء مجموعة من النجوم التي لم يعتد على وجودها أحد واستغرب أهل القريه أن هذه النجوم تختفي وتظهر ولها أشكال مختلفة وبألوان جميلة وضل أهل القرية يتهامسون ويتعجبون من سماءهم إلا أمين فهو الوحيد الذي شعر بخطر قادم يهدد مكانه فقرر عمل اجتماع طارئ للأتباع وبدأ يقنعهم أن هناك خطر يمكن أن تسببه النجوم و الإشعاعات التي تصدر منها يمكن أن تزيد من مرضهم ويمكن أن تقتلهم فبدأت الإشاعات تزاداد ويزداد تخوف أهل القرية فبدأ أمين يحضر للمرحلة القادمة بوجود قانون يمنع التجول أثناء الليل خوفا على أهلها من أي ضرر قد يلحق بهم وفرض شروط صعبة منها السجن والعقوبات لمن لايلتزم بما هو مفروض عليه وأصبح الجميع كأنه آله يتحرك عندما يريد أمين ويتوقف عندما يريد أيضا.
ضلت النجوم في سماء القرية تظهر وتختفي ولا أحد يعرف ماهي الأسباب وضل القانون الصارم بعدم التجول ليلا يزاد سنه بعد سنه ولا مبرر إلا بعبارة نحن نخاف أن يصيبكم مكروه.
وفي يوم من الأيام خرج أحد شباب القريه وإسمه أسد فاخترق الحظر وعدم التجول وأصبح يطالب ببيان واضح من أمين وأتباعه ويسألهم لماذا هذا الوضع وما السبب وراء كل هذا وماهي أسبابكم لتجعلونا بهذا الحال ضحك أمين وحاول أن يتحدث معه بلطف أكثر ليستوعب الموقف وحتى لا يفتح مجالا للآخرين بأن يستمعوا لما سيقول وعين أتباعا لمعرفة تحركاته وبنقلونها أولا بأول.
حاول أسد بكل ما أوتي من قوة نشر الوعي بين أهل القرية في النهار ولكن لاحياة لمن تنادي فقد تحجرت العقول واستلموا للأفكار وأخذ أتباع أمين ينهالون علية بالضرب كلما تحدث مع أي أحد في القريه فبدأ يدافع ويدافع ولكن لاجدوى مما يفعل فالقرود بكل مكان .... والتغيير لايحتاج لقرود تدافع من أجل الموز...والأسود قليلة فكثرة القرود تمنع الأسود من الوصول للحق والعدل.