لن استطيع أن أُوصل إليكم مقدار ذلك الوجع الذي دخل قلبي ومقدار الأسى الذي عشته لأيام كلما تذكرت ذلك الشاب لأنني أُم قد تكون مشاعري اكثر قرباً من أي شاب أضع نفسي مكان امه واضعهم مكان ابنائي.
اوصلني شاب بعمر الورد وفعلا هو شاب أيضا كالورد حيث يعمل سائق تكسي.
ما أروع ما يتحلى به من أخلاق وذوق عال بالاضافة للأمانة وحسن التعامل وهذا ما يتصف به اغلب الشباب الأردني.
شاب مثل اغلب الشباب الذين أنهوا تعليمهم الجامعي وهم يبحثون عن فرصة عمل اي عمل، لا يهم، المهم أن ينفق على نفسه ويخفف الحمل على والديه، يقول لم اترك باباً الا وطرقته.
نصحوني كثيراً من المعارف والاصدقاء أن اتجه لاتعلم مهنة قد تجد لي عملاً وبالفعل بدأت في التعليم والتدريب بمهنة قريبة من تخصصي وبعد أن أنهيت بجدارة أيضا لم أجد عملاً يلبي حاجتي ورغبتي، فسوق العمل المهني متاح ولكن المنافسة قوية من الأشقاء الوافدين.
اردت ان اعمل مشروعي الخاص ولم أجد راس المال، ما جعلني اعاني من إحباط شديد، كرهت نفسي والحياة، مهندس خريج من أربع سنوات لا ازال آخذ مصروفي من والدي.
بدأت العمل قبل فترة قصيرة سائق تاكسي سعيد بعملي الجديد و» ثقافة العيب» رماها الشباب وراء ظهرهم، ولكن هل من العدالة أن أترك شهادتي التي استنزفت كل مجهود اهلي المالي ومجهودي الفكري والبدني لاعمل بغيرها؟!. بعد هذا الحديث المؤلم مع هذا الشاب الذي يمثل غالبية شباب الوطن خريجي الجامعات طلبني الشاب اذا باستطاعتي مساعدته في إيجاد فرصة عمل او أن اوجهه لأي جهة قد تدعم مشروعه
الشباب الأردني ودع ثقافة العيب منذ زمن طويل ، ولم تعد حجة المسؤولين ان الشباب يفضل البطالة على أن يعمل بغير شهادته.
الشباب الأردني يعاني الكثير من الاحباط نتيجة البطالة والقهر وضعف الحال.
أتساءل كثيراً ، ماذا يفعل شاب دخل الثلاثين من عمره دون عمل أو أي مهمنة تساعده في أن يستقر ويكوّن عائلة.
يجب أن يكون تشغيل الشباب وإيجاد فرص العمل لهم من أولى المهام الوطنية.