تعود التسمية للشهر الفضيل إلى الجذر اللغوي ( ر. م. ض ) ، وتعني المشقة وشدة الحر ، فقد قيل في الأمثال العربية سابقًا " كالمستجير بالرمضاء من النار " وقد أُسقط هذا الاسم على هذا الشهر الفضيل لما يعانيه الصائم من المشقة وشدة الحر الذي يتكون لديه في الجوف نتيجة العطش والجوع الذي يلحق به .
ويعد الشهر الفضيل من أفضل الأشهر التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى ، فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، وفيه ليلة القدر التي وصفها الله تعالى في كتابة بقوله : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) ، وفيه يغفر الله الذنوب لكل أواب يدعوه سرًا وعلانية ، ففي هذا الشهر محاسن كثيرة يجب الانتفاع منها وإلا ستكون من الخاسرين ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - " خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له ".
وبما أن الله سبحانه وتعالى أحيانا إلى هذا اليوم لنشهد الشهر الفضيل ، وجب علينا القيام به حق القيام ، فالصوم لا يكون بالامتناع عن الطعام والشراب فحسب ، بل يجب علينا أن نصوم بكل جوارحنا لنبلغ الفائدة المرجوّة منه ، ألا وهي الصبر والتحمل .
فكما يقال : ( الصبر نصف الإيمان ، والصوم نصف الصبر ) ، فالصيام هو الامتحان الأكبر للتحدي والإرادة البشرية وما أجمله من تحدي .
إضافة إلى ما تقدم ، فللصوم فوائد عدة من ناحية صحية ، فقد أشارت بعض الدراسات حديثًا إلى تلك الفوائد والتي تعود بالنفع على جسم الإنسان ومنها ( التخلص من السموم وحرق الدهون الزائدة في الجسم ، وانتظام مستويات السكر في الدم ، وإعادة التوازن للجهاز الهضمي ، إضافةً إلى معالجة مشكلة ضغط الدم ، كما ويرفع من مستوى المناعة في الجسم .
والحديث عن الشهر الفضيل وفضائله كثيرة جدًا ، اكتفينا بذكر ما سلف ، وسنطرح مواضيع أخرى في الموضوع ذاته لاحقًا.
اللهم بارك لنا في رمضان ، وارزقنا التوبة النصوحة ، وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، إنك على كل شيئ قدير.