تقع هذه القريه الوادعه بضلال بساتينها الوارفه في الجزء الشمالي من لواء الشوبك .
القريه ضاربه جذورها في عمق التاريخ حيت الدلالات الاثاريه شاهدة عيان على الاستيطان البشري لهذه القريه منذ القدم ، فالقريه حباها الله بنبعين من الماء وهو العنصر الرئيس والمحفز الأول للانسان قديما للاستقرار وبالتالي بناء ما يسمى بالقرى او المستوطنات الزراعيه .
فالنبع الأول وهو ( عين السدر ) والذي يقع في الطرف الشمالي من القريه وتتجه مياهه شرقا عبر وادي سحيق يسمى وادي الشقيريه ، للشرق من هذا النبع وبنحو ١٠٠م وعلى حافة الوادي من جهة الشمال يوجد طاحونة ماء اثريه ، يستمر الوادي بانحداره شرقا وعلى مسافة ١كم تقريبا من النبع وفي القطع الصخري المحاذي للوادي من جهة الشمال ايظا نحتت عدد من الكهوف والمُغر المعلقه وتسمى ( مُغر الحبيس )
اما النبع الاخر والذي يسمى ( عين ام عليقه ) فهو يقع في الطرف الغربي من القريه ويسيطر من حيث الارتفاع وانسياب المياه على ما نسبته ٩٠% من مساحة القريه تقريبا .
الجزء الشرقي من القريه يسمى ( ثابته ) فهناك يمكن للزائر مشاهدة بعض الحجاره الجيريه المنحوته اعتقد انها كانت تشكل جزء من قناه حجريه كانت تستخدم لجر مياه الينابيع .
هذه القريه ذكرها الرحاله السويسري بيركهارت في كتابه ( رحلات في سوريا والديار المقدسه ) حين كان متجها إلى البتراء عام ١٨١٢م حيث ذكرها باسم ( الشقيريه ) وحقيقه ان الشقيريه هي الجزء او الحي الشمالي من القريه وسمي بهذا الاسم نسبه لعشيرة الشقيرات التي تقطن القريه بالاظافه لعشائر الرواشده ، اللواما ، الزويري ، الشخيبي ، العيياده .
في مطلع القرن الماضي بنت هذه العشائر مساكن لها من الحجاره والطين وتطور البناء بعد ذلك ليصبح من الباطون والحديد حيث امتهنوا أعمال الزراعه المرويه لتوفر المياه واصبحت هذه القريه من القرى المنتجه وشكلت إحدى سلال الشوبك الغذائيه ويباع الفائض من المنتجات في سوق مدينة معان مركز المحافظه .
مطلع الالفيه الحاليه واجهت القريه للاسف هجره من قبل السكان اعتقد بسبب تفتت الملكيه العقاريه ولم يتبقى منهم سواء عدد محدود من الأسر .
لكن وبرغم هذا فأن ما يبعث في النفس السرور والارتياح ان عدد من الشباب الطموح يقوموا حاليا باعادة أحياء عدد من بساتين الاباء والاجداد من خلال زراعتها بغراس صغيره ستأتي أُكلها بعد حين معتمدين في ذلك على أساليب الزراعه الحديثه .