يعد جبل شيحان شمالي الكرك أحد القمم الجبلية المرتفعة بالأردن والتي تكتسب أهمية مناخية وجغرافية وتاريخية نظرا لارتفاعها وموقعها المهم في حياة الأمم والشعوب المتعاقبة عليها كحارسة للذاكرة التاريخية والسياحية.
من قمة جبل شيحان التي تزيد على ألف متر فوق سطح البحر تشاهد السهول الخصبة الواسعة وقرى الكرك من مختلف الجهات وذيبان ومأدبا وتشاهد كذلك مدن فلسطين، مما أكسب جبل شيحان أهمية استراتيجية للشعوب والممالك القديمة وحرصها على السيطرة عليه.
وتحدث الباحث الدكتور يوسف الحباشنة عن جبل شيحان كحارس للذاكرة التاريخية للمنطقة، وذلك ضمن برنامج "حكاية مكان أثر وتاريخ "الذي أطلقته مديرية ثقافة الكرك مساء أمس لتسليط الضوء على المعالم التاريخية والجغرافية والدينية بمحافظة الكرك لترويجها سياحيا وإبراز قيمها الجمالية.
واستعرض الحباشنة القيمة الجغرافية والمناخية لجبل شيحان شمال مدينة الكرك من حيث أنه يعد من أكثر المناطق المشهورة بالارتفاع مما أكسبه قيمة جمالية بالإضافة إلى تربته الحمراء والصخور البازلتية التي تغطي مساحات واسعة منه، لافتا إلى جمالية المكان خاصة بفصل الربيع حيث تكسوه الزهور والورود والنباتات البريةوأشار إلى القيمة التاريخية والسياحية للجبل، حيث تم تسميته بشيحان نسبة إلى أحد الملوك الأموريين "سيحون أو شيحون" أو لوفرة نبات الشيح بالإضافة إلى وجود الأبراج المربعة المحاطة بسلاسل حجرية التي تعطي انطباعا بأنها كانت مأهولة بالسكان نظرا لقربها من الطريق الملوكي أو ترجان واستيطانها من مجموعات بشرية، مستعرضا أسماء القرى والمناطق المحيطة بالجبل من الجهات الأربع وإشرافه غربا على مناطق فلسطين وشمالا على منطقة ذيبان بالإضافة إلى منطقة البالوع ذات المسلة الشهيرة شرقاوتناول أهمية جبل شيحان بالموروث الشعبي لافتا إلى أن القبائل قديما كانت تقدم ذبيحة باسم ذبيحة شيحان للتقرب والتبرك به، بالإضافة إلى التغني بارتفاعه مثل "القصر ماهو حدنا شيحان الطويل حدنا".
من جانبها، أكدت مديرة ثقافة الكرك، عروبة الشمايلة، أن المبادرة انطلقت بهدف إبراز القيم التاريخية والحضارية للعديد من الأمكنة كشواهد على عظمة المكان الأردني ودور الإنسان بصناعة حضارة ما تزال معالمها ماثلة للعيان مساهمة بوضع الأردن على الخريطة السياحية العالمية .